وعدّ سماحته فی هذا اللقاء توفیر الأعمال الإنتاجیة نوعاً من العبادة وقد أکد علیه الاسلام کثیراً وقال :
جاء فی الروایات أن من یقوم بعمل مفید ویتعرض للتعب والإرهاق یؤجر فی نومه أیضاً ویُکتب عابداً ؛ إن قمة الفساد فی کل مجتمع تتمثل بالبطالة .
واعتبر سماحته نکبات البطالة فی المجتمع تفوق نظیراتها فی العهود السابقة واستطرد قائلاً :
سابقاً کانت المواد المخدرة محدودة , لکنّ البطالة الیوم استقطبت الشباب إذ هناک ارتباط وثیق بین البطالة وجزء کبیر من الفساد الأخلاقی , ولکی یتسنى لنا القضاء على قمة الفساد ینبغی توفیر الأعمال المناسبة .
واعتبر سماحته وجود الأعمال المثمرة متوقفاً على توفر الثروات الطبیعیة والانسانیة وأضاف :
بلدنا غنی جداً بالثروات الطبیعیة بحمد الله تعالى , وشبابنا یتمتعون بقابلیات وکفاءات کبیرة جداً حیث نلاحظ تألقهم باستمرار فی المسابقات العالمیة , فلا ینقصنا إذن سوى الإرادة والبرنامج الصحیح .
ووصف سماحته توفیر الأعمال فی المجتمع بأنه لیس عملاً دنیویاً فحسب وتابع قائلاً :
اذا حصل رقی ونمو فی البلاد فسیقول العالم حصل تطور ما فی الجمهوریة الاسلامیة وهذا یقود الى تقدم الاسلام , واذا ما حصل عکس ذلک فسوف یقولون أنظروا الى البلاء الذی جلبته الجمهوریة الاسلامیة منذ تسلطها على هذا البلد ؛ اذا أحرزنا تقدماً فی مجال الزراعة والصناعة فسیؤدی ذلک الى تعزیز أرکان المجتمع والدین معاً , حیث سیبین أن هذا الدین الحنیف ذو قابلیة کبرى .
واعتبر سماحته نمو الدول الأوربیة والغربیة مؤدیاً الى فرض إرادتهم قسراً على الدول الاسلامیة وأردف قائلاً :
أولئک یفرضون علینا إرادتهم قسراً عبر تطورهم المستمر وهذا یعنی فقداننا للاستقلال الواقعی , نحن نطلق شعار الاستقلال لکننا نصبح مضطرین لقبول نظریاتهم عندما نضحی تابعین لهم ؛ فالیوم وفی موضوع الطاقة الذریة یهددوننا بالمسائل الاقتصادیة فلو کنا رواداً فی هذا المجال لن یتمکن أحد من فرض رأیه علینا.