الثروة الرئیسیة و الدستور و أصول و فروع الدین و الکیان و الهویة و کل برامجنا تتجسد فی القرآن الکریم، و ناشروا المصحف یسیرون فی مسیرته بطریقة أو بأخرى، و یحظون بافتخار عظیم فی العالم الاسلامی.
و تابع سماحته مشیراً الى عدم امکان طباعة المصحف فی صدر الاسلام مما کان یضطر الناس الى حفظه من أجل صیانته و أضاف:
ینبغی على الناس حفظ القرآن، و لحفّاظه مقام سام یوم القیامة فیخاطبون: إقرأوا و ارتقوا (اکتسبوا منزلة أسمى).
واعتبر سماحته الطباعة و النشر إحدى أهم طرق صیانة المصحف و قال:
الموضوع المهم نشر المصحف بصورة جیدة، فإن حدث ذلک کان مؤثراً جداً جداً.
و تابع سماحته قائلا: یقول القرآن الکریم بشأن نفسه: «قد جاءکم من الله نور و کتاب مبین»; النور ألطف و أجمل و أکثر الموجودات برکة فی العالم و تم تشبیه القرآن به، و هذا یعنی أنّ القرآن مبارک و لطیف و مفید و جمیل و مؤثر; أما هدف هذا الکتاب فهو: «یهدی به الله من اتبع رضوانه سبل السلام».
إنّ «سبل السلام» حافلة بالمعانى المفیدة أی السلام فی العقیدة و الأخلاق و المجتمع و الأمن و السیاسة و الاقتصاد و فی کل شیء، و من یعیش فی ظل نور القرآن الکریم یدعوه الله الى سبل السلام، و یقول فی مکان آخر: «و یخرجکم من الظلمات الى النور»، فالمصحف یخرجنا من ظلمات الکفر و الجهل و الاختلاف و الخیانة و الظلم.
واستطرد سماحته قائلا: جاء فی الحدیث الشریف إنّ کافة الأعمال تتجسم یوم القیامة و یظهر الظلم على شکل ظلمات.
و ضمن إشارة سماحته الى أن ّ عمل ناشری المصحف یحظى بأهمیة بالغة و هو عبارة عن نعمة إلهیة قال
أشکروا الله تعالى على کون عملکم نشر المصحف الشریف فلا فخر یفوق هذا الفخر. و شدد سماحته على تقدیم أعمال کثیرة فی هذا المضمار بعد انتصار الثورة و قال:
أنا واثق من أنّکم تبتغون هدفاً دینیاً من نشر المصحف، و لن تجعلوا الأمور القرآنیة ضحیة لمصالحکم الشخصیة; ابذلوا قصارى جهدکم لاعتبار الانتشار الأفضل ذی برکة أکبر; نشر الانجیل و التوراة بمئات اللغات بینما تمکنا من نشر المصحف بعشرات اللغات بشق الأنفس; مرکز نشر المصحف فی المملکة السعودیة على سبیل المثال عبارة عن مدینة متکاملة و فی کل عام یطبع و ینشر ملایین النسخ منه، و ان تکاتفتم تستطیعون تشغیل مرکز اکبر لطباعة و نشر المصحف، و سوف یقدم الخیرون مساعدات سخیة فی هذا المجال.
و ضمن تقدیر سماحته للنشاطات المقدمة فی حق القرآن و لزوم عدم الاکتفاء بهذه القدر قال:
ینبغى أن نستفید من الأسالیب العلمیة و الصناعیة فی طباعة المصحف، فنطبع و نقدم مصاحف أنیقة و جمیلة و ذات کیفیة عالیة لعموم الناس.
و ختاماً و ضمن اشارة سماحته الى أنّ الارتباط بالمصحف یمنح النورانیة قال: أنا أعتقد کلما سخر الانسان نفسه للقرآن أصبحت حیاته و روحه اکثر نورانیة و یلمس و یشاهد آثار و برکة المصحف الشریف عن کثب.