لقاء لفیف من أساتذة و طلبة جامعة الامام الحسین(علیه السلام) مع سماحته

لقاء لفیف من أساتذة و طلبة جامعة الامام الحسین(علیه السلام) مع سماحته


أشار آیة الله العظمى مکارم الشیرازی فی غضون لقائه عدد من أساتذة و طلبة جامعة الامام الحسین(علیه السلام) یوم الخمیس الماضی الى جهود الأعداء الرامیة الى إیجاد تفرقة بین الحوزة و الجامعة و قال:‌

أغلب الجامعیین مسلمون و مدافعون عن الاسلام و الحوزة تناصرهم.

و اعتبر آیة الله العظمى مکارم الشیرازی أحداث لبنان دلیلا على یقظة الأمة الاسلامیة وقال: کانت الرایة فی هذه الحرکة بید أتباع أهل البیت(علیهم السلام) أیضاً، نحن أیضاً نمد لهم ید الأخوة و ینبغی أن نتیقظ لئلا تتحقق رؤى الأعداء; إنّهم یتطلعون الیوم لموضوع انتخابات رئاسة الجمهوریة فی ایران، و یسعون بالدرجة الأولى الى الترکیز على عدم اشتراک الشعب فیها فیجب علینا أن نصر على اشتراکهم فی الانتخابات مهما کان الثمن; لاعلاقة لنا بالشخص نفسه، بل ینبغی أن یتسم من ینتخب بموالاته للنظام و الاسلام و مصالح و عزة الشعب.

واعتبر سماحته الظروف الداخلیة و الاقلیمیة الراهنة خطیرة جداً و أضاف:

بغض النظر عن الموضوع النووی یتأمل الأعداء توسیع رقعة برنامجهم الاستعماری فی الشرق الأوسط، و تطرح مواضیع أخرى من قبیل الشرق الأوسط الکبیر و الحریة و الدیمقراطیة، و قد شاهدنا نموذجاً واضحاً على ذلک فی لبنان، إذ أوعزوا أولا الى حفنة من أعوانهم باقامة تظاهرات فی العاصمة ثم عقدوا الآمل على وجوب تنحیة رئیس الجمهوریة و تغییر الدستور و تنفیذ السیاسات الأمریکیة فی نهایة المطاف، و کانوا یرومون من کل ذلک تحقیق أهداف ثلاثة أولها القضاء على الاسلام و الثانی فرض الثقافة الغربیة على الشرق الأوسط و الثالث الحفاظ على مصالحهم و مصالح الیهود اللامشروعة.




و ذکر سماحته أنّ سوریا و ایران هما الهدفان اللاحقان للاستکبار، و اعتبر أنّ المظاهرات الملیونیة للشعب اللبنانی أفسدت علیهم أحلامهم و استطرد قائلا: أدى هذا الاجراء الى اختلال حساباتهم و لم یخفقوا فی الحصول على ما کانوا یصبون الیه فحسب، بل کانت النتائج عکسیة تماماً، إذ رص المتدینون صفوفهم و تیقظ الشعب اللبنانی الأعم من الشیعة و السنة و غیر المسلمین; لکنّ المؤسف أنّه لما لاحت بوادر الحرکة الأولى فی لبنان أظهرت بعض صحفنا ابتهاجها بهذا الحدث أو کتبت «إصلاحات هادئة فی لبنان» لیجلبوها الى ایران رویداً رویداً، الحمدلله أنّ حسابات هؤلاء أیضاًباءت بالفشل.

و أضاف سماحته قائلا: حاول البعض فی وقت ما فصل العلم عن الدین و عزل الحوزد عن الجامعة بید أنّ تلک المرحلة قد ولت و نستطیع الیوم الاعتزار بأنّ الحوزویین یدافعون عن الجامعیین و بالعکس.

واعتبر سماحته أنّ هدف الاعداء یتمثل بفک عرى الارتباط و الاتحاد المذکور و تابع قائلا: یعلم الأعداء جیداً بأنّه لو حصل التلاحم بین الجمهوریة الاسلامیة و العلوم المادیة و المعنویة لنتجت وحدة قویة لایتمکن الغرب من الوقوف أمامها، لذا یسعون لعزل هذین الاثنین عن بعضهما; طبعاً هنالک بعض الحرکات فی عدد من الجامعات بدأت نشاطاتها، ینبغی أن نحذر فیوجد فی کل صنف أو فئة أشخاص لایروق لهم ذلک لجملة من الأسباب أو إنّهم ـ لاقدر الله ـ مخترقون، لکنّ أغلب الجامعیین مسلمون و مدافعون عن الاسلام و الحوزویون یناصرونهم.

و أخذ سماحته بعین الاعتبار الانسجام بین العلم و المذهب فی الاسلام و قال: ثمة انسجام کلامی فی الاسلام بین العلم و المذهب، على العکس تماماً مما حُرف فی الدین المسیحی، و لهذا السبب نشبت حرب شعواء فی مرحلة البحث عن العقائد و القرون الوسطى بین العلماء و الکنیسة; للأسف یتصور البعض أنّ ما حدث فی الغرب موجود فی الاسلام أیضاً و حاولوا أحیاناً تطبیق هذه الفکرة هنا و کانوا یقولون لایمت العلم للمذهب بصلة.

و تابع آیة الله العظمى مکارم الشیرازی قائلا:

یقف علماء العلوم المختلفة و علماء الدین جنباً الى جنب و کانوا متحدین أحیاناً کابن سینا و الرازی و الشیخ البهائی و أمثالهم; نحن نقول بالوحدة بین الصنفین; یحثنا المذهب على طلب العلم من المهد الى اللحد، فالعلم محترم فی الاسلام، و هو عبارة عن کشف و مطالعة أسرار الخلقة.

و أضاف سماحته: نعتبر العلوم طریقاً نحو الله تعالى، و أهم دلیل وارد فی القرآن لمعرفة الله و مطالعة أسرار الخلقة، فکلما تقدم العلم انکشفت أسرار الخلقة أکثر.

فی هذا اللقاء الذی حضره لفیف من أساتذة و طلبة جامعة الامام الحسین(علیه السلام)، اعتبر آیة الله مکارم الشیرازی جامعة الامام الحسین(علیه السلام)إحدى المراکز العلمیة و الدینیة فی البلاد و قال:

نحن نکن الاحترام و المحبة لهذه الجامعة و نعتقد أنّها فاعلة ضمن مجموعة المؤسسات العلمیة فی البلاد و نتمنى أن تکون رائدة فی أغلب النشاطات العلمیة.

الوسوم :
captcha