لقاء القائمین على مؤتمر العلامة شرف الدین مع سماحته

لقاء القائمین على مؤتمر العلامة شرف الدین مع سماحته


وصف آیة الله العظمى مکارم الشیرازی لدى لقائه عدداً من مسؤولی إقامة مؤتمر شرف الدین یوم الأحد وصف هذا العالم باستباقه الزمن و قال: فی الوقت الذی یسیر الوهابیون المتعجرفون نحو منحدر السقوط و یستعد الجیل الجدید منهم للتفاهم و الحوار، یجدر بمدرسة شرف الدین أن تکون ذات وقع و فائدة کبیرین. ‌

و ضمن إبداء ارتیاحه من إقامة هذه المؤتمرات أضاف سماحته قائلا: تترک هذه المؤتمرات انطباعاً عاماً و آخر خاصاً على الأفراد; فأحد أبعادها إحیاء آثار هؤلاء العظام على أحسن وجه، و کفى بهذه الفائدة فضلا و فخراً.

لقد تضاءل الارتباط بین الجیل الجدید و الکثیر من الأعاظم، و نحن نعلم بأنّ کل مجتمع رهین بتعاقب الأجیال و مدى الترابط فیما بینهما، فان وهن هذا الترابط تلاشت قیمة ذلک المجتمع.

و مضى سماحته قائلا: إن أحییت ذکریات و آثار وثقافة و مدرسة هؤلاء الأعاظم فهذا یعنی توثیق الارتباط بین الجیل الحالی و الأجیال السالفة، و سوف نجد فی ذلک حیاتنا الواقعیة.

الفائدة الأخرى المتوخاة هی أنّها تکشف عن کون المجتمع شاکراً، و فی هکذا مجتمع تترسخ الدوافع لاسیما لدى الشباب منهم. إنّ لهذه الاجتماعات تأثیراً معنویاً أیضاً، أی إنّ الله تعالى یرعى المجتمعات التی تحیی آثار رجالاتها.

و ضمن تبجیل سماحته للعلامة شرف الدین اعتبر مرحلة حیاته تشبه عصرنا  الحاضر الى حد کبیر و قال: تارة یولد الانسان فی الوقت المقرر و تارة أخرى یولد قبل أوانه و تارة ثالثة بعد أوانه. فالامام الخمینی(قدس سره) و من ماثله ممن ولد قبل أوانه أی استبق زمنه یسببون حدوث تحول فی مجتمعاتهم، و المرحوم شرف الدین من هذا النوع، نحن نرى أنّه ینسجم مع هذا العصر; کان هؤلاء یرون المستقبل و یجهزون أنفسهم له بما یمتلکونه من حصافة و حکمة، لذا یعتبر إحیاء تراثه ذا نفع کبیر جداً.

إن التعامل بروح المجاملة الذی یجب على سائر المسلمین الأخذ به یُرى بوضوح فی کلماته و کتبه، فالمرحوم شرف الدین من الشخصیات التی تعد أنموذجاً یحتذی به الجمیع. حاز هؤلاء تجارب بوسعها أن تشکل ثروة لنا. السعید و المحظوظ من استطاع أن یصنع من تجارب الآخرین سلماً لرقیه.

و ختاماً أکد سماحته على الاستفادة من آداب المرحوم شرف الدین و أردف قائلا: استعمل العلامة شرف الدین أدباً خاصاً فی کتاباته، فان تعلم جیلنا الحالی هذا الأدب و خاطب به الآخرین فخیراً فعل، لاسیما فی الظرف الراهن، حیث یجر أعداؤنا الوهابیون المتعصبون أذیال الخیبة و الخسران و یسیرون نحو الهاویة، و قد ظهر جیل منهم یحبذ الحوار و التفاهم، ففی هذه الظروف یمکن لمدرسة شرف الدین أن تکون ذات تأثیر ناجع فى هذا المضمار.

الوسوم :
captcha