اعتبر سماحته الهواجس الاقتصادیة من أهم القضایا الشائکة للمجتمع و قال: تمتلک دولتنا ثروات جمة و نعم الهیة و فیرة. یجب أن تحتل الدولة ذات الأرض الخصبة و الماء الوفیر و الفکر و العراقة التاریخیة المتألقة منزلة ارفع واسمى مما هی علیه الآن. إن لم یتناغم المجلس مع الدولة یعود الضرر على الشعب. واعتبر سماحته جمیع الاطیاف السیاسیة متعلقة بالشعب الایرانی واردف قائلا: إنّ من یرجح مصالحه الشخصیة و الحزبیة على مصالح العشب هو من اکثر الناس انحطاطاً. الجمیع منتخب من قبل الشعب سواء المجلس أم الدولة، فان نسوا الشعب فقد أساؤا التفکیر. تجب دراسة مشاکل المجتمع بعیداً عن التحزب و الانتماءات الفئویة، لقد حازت مسألة تثبیت الاسعار على دقة کافیة من المجلس و الدولة و الشعب، و لایعلم مدى تنفیذها.
أضاف سماحة آیة الله مکارم الشیرازی: تُبدل القضایا الاقتصادیة الى قاضایا ثقافیة و بعد ذلک تُبدل الى قضایا سیاسیة بسرعة فائقة. تنشأ العدید من السلبیات فی البلاد نظیرالاعتیاد و التهریب و الفحشاء من الفقر. فی هذه الحالة یتعرض النظام برمته للطعن، بأنّه لماذا لم تسوى المشاکل برغم وجود کل هذه الامکانیات و الثروات الطبیعیة، ألا یمتلک النظام الکفاءة اللازمة؟ یرغب اعداؤنا بجعلنا فی حرج وضیق من الناحیة الاقتصادیة لیثبتوا عدم لیاقة النظام.
و ضمن اشارته الى ثبات الاسعار فی بعض الدول مع مرور 40 عاماً قال مذکراً: صحیح أنّ ظروفنا تتباین عن سائر الدول، لکنّ المهم أن نصدق بعدم وجود طریق مسدود. اعلموا أنّ الاسلام یقول: من ترک الآخرة لأجل الدنیا فلیس منا. قال سماحته مشیراً الى حرمان مدینة قم: برغم أنّ محافظة قم ذات صلة بالعالم الاسلامی أجمع فانّها تتحمل حرماناً کبیراً. محافظة قم تربو على دولة، یتوافد 15 ملیون زائر على هذه المدینة سنویاً، أی ضعف زائری مکة، لکنّها تعانی الحرمان و لایمکن تجاهل هذا الموضوع. نحن دائنون للدولة أیضاً و نطلبها کثیراً، فنحن نعدّ جمیع ائمة الجمعة و المعلمین العقائدیین السیاسیین و مدرسی المواضیع الدینیة فی الجامعات، و نقدمهم لها بصورة مجانیة و على نفقة الحوزة، فالحوزة تتعلق بالجمیع.
