و قال سماحته فی هذا اللقاء: إلقاء الشبه یسیر لکنّ البناء عسیر. ثمة قنوات تتطاول على النبی الکریم(صلى الله علیه وآله). الى أى مقدار أصبح البشر خالیاً من الشرف و الانسانیة کی یستطیع التطاول على المقدسات، فی المقابل علینا أن لاننهمک فی الحالة الدفاعیة و نمتلک حالةً هجومیةً. ان کان إیماننا قوی لا تؤثر فینا عوامل الفساد.
و قال آیة الله العظمى مکارم الشیرازی مبیناً واجب المسلمین: و اجبنا الأمر بالمعروف و النهی عن المنکرو لایوجد فی أی بقاع العالم برنامج یکلف آحاد الناس بالأمر بالمعروف و النهی عن المنکر. فی الدول الغربیة اذا أرید الحدّ من أحجیة تبادر الشرطة الى العمل و ان تدخل أحد قیل له: ماشأنک؟، لکنّ القضیة لیست کذلک فی الاسلام. لأنّنا نمتلک مصیراً مشترکاً کمالو کنّا راکبین فی سفینة واحدة فلو غرقت غرقنا جمیعاً.
و ذکر سماحته: لایوجد إیمان فی المجتمع مالم یکن فیه أمر بالمعروف و نهی عن المنکر. یعتقد البعض أنّ فی مسألة الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر عنفاً و فظاظةً لذا یرفضونه باسم العنف. یجب أن یکون الأمر بالمعروف مصحوباً بالود و الأدب و المنطق. تنشط فی قم جماعة باسم «الناصحین» و یتصرفون باحتیاط تام بالاستفادة من قوة شعبیة قوامها أربعة آلاف شخص، و لا تستعمل العنف بتاتاً. إذن لایجب أن ننسى مهمة الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر. تقع جمیع الأعمال الحسنة و العبادات و الجهاد فی کفة من المیزان و الأمر بالمعروف فی الکفة الأخرى. الأمر بالمعروف أثقل. الأمر بالمعروف شرط لاستجابة الدعائ و شرط لتطهیر المجتمع و شرط لصیانة أعراض و أرواح الناس.
قال سماحته بشأن تکلیف الشباب: فی البرهة الراهنة اتجهت دوافع المعصیة نحو المجتمعات الانسانیة و المجتمعات الاسلامیة بالذات من جوانب متعددة. ویصر الغربیون على تأجیج هذه الآثام و المعاصی لأنّهم یرون الدین یزاحم مصالحهم غیر المشروعة، کلما حلّ الدین فی مکان واجه أولئک مشکلةً فیه. لو لم یکن الدین الاسلامی سائداً فی فلسطین لاحتُلّ بکل سهولة، کل أنواع المقاومة فی العراق ـ عدا الأعمال الارهابة ـ ذات طابع دینی. مقاومة حزب الله فی لبنان مقاومة دینیة، کذلک المقاومة التی نشهدها الیوم فی بلادنا إزاء العدو على هذا المنوال.
أضاف آیة العظمی مکارم الشیرازی: لو لم یوجد الاسلام فی إیران، و لو لم یکن أولئک الشباب التعبویون المفعمون بالدوافع الدینیة، لو لم یمتلک الجنود و الحرس و الجیش دیناً و اعتقاداً لتمکن العدو من احتلال ایران بکل سهولة. لذا یرغب أولئک بوجود دینا بلامذهب. یقولون أحیاناً: نضطر الى تحمل المذهب الذی لایسبب لنا المتاعب. لکنّهم لو امتلکوا القدرة لحذفوا حتى ذلک المذهب. لأنّ سلاحهم یعجز أمام المذهب و الدین. و یتصورون فی آخر مرحلة أنّهم یستطیعون القضاء على الدین من خلال قتل الناس لکنّهم لا یعلمون أنّ الشهادة افتخار للمسلمین.
و اخیراً اعتبر سماحته اتساع رقعة الفساد إحدى طرق حرف المجتمعات الدینیة عن الدین و قال: لئن راجعتم مواقع شبکة الانترنت لوجدتم أنّ أغلبها غیر سلمیة. الأفلام، الصحافة، و الأقراص المضغوطة، المواد المخدرة و المشروبات الکحولیة من ضمن أدوات تفریغ محتوى المجتمعات من الدین. من جهة آخرى یطرحون ذرائع بعنوان حقوق الانسان و معاهدة إزالة التمییز عن النساء و یجعلون مسألة محق الدین فی طیاتها. یقولون فی حقوق الانسان یجب أن تکون جمیع الأدیان حرةً، و هم یعلمون أنّ الاسلام سیضعف عند ما تکون جمیع المذاهب و الفرق الملفقة حرةً، یستورد الأعداء وسائل و أدوات الفساد بطرق مختلفة ویلقون الشبه من جهة أخرى.