لابد للتعبویین من ممارسة أنشطتهم فی کافة المجالات. و أضاف: یتبغی للتعبویین أن یتمیزوا فی الجامعات على کافة الأصدة. فالتعبوی إنسان صادق و منظّم و حنون و شفیق و عادل و منصف سامع للکلام الموزون، هذه هی الصفات التی ینبغی أن یلاحظها الأخرون فی التعبوی، کما لاینبغی أن یکون متخلفا عن أقرانه فی الجامعة من الناحیة العلمیة، و علیه فالتقدم العلمی و الصدارة فی الأبحاث العلمیة من الأعمال التعبویة التی تفید طلیعیة التعبوی على جمیع المستویات.
یسعى العدو دائما لأن یلصق المسلمین و المتدینین و لا سیما التعبویین بطابع العنف، و من هنا یجب علینا أن نثبت عملیا للأعداء «أشداء على الکفار» و الأصدقاء «رحماء بینهم» و أن نتحلى بالرأفة و الشفقة، و مراعاة الأدب فى الکلام، فلربما إستطاع کلام أو عبارة أو کلمة او حرکة إحباط المزید من الدعایة، و هذا هو الأسلوب الذی ینبغی أن نوصی به الجمیع و لا نخلق الذرائع للأعداء.
ثم إختتم سماحة الشیخ کلمته بالإشارة إلى أهمیة الحریة قائلا:
لیس هناک من أحد یشک فی إشاعة الحریة و ذلک لإننا نمتلک الدلیل المنطقی الصریح فى أن الله وهب الإنسان إستعدادا لو تبلور لتطور هذا الإنسان و لا یمکن لهذا الإستعداد إن یتفتح إلا فی ظل الحریة.
فللشجرة جذور، ولو لم تکن حرة لتغوص فی أعماق الأرض بحثا عن الماء و الغذاء، لما حصل الإستعداد الذی تمتلکه للنمو، کل الکائنات الحیة تنشد الحریة، فالطیور ذابلة رغم توفر کافة إحتیاجاتها فی القفص، إلا أن المهم هنا هو أن هذه الحریة مقیدة و لیست هناک أیة حریة مفتوحة فی قانون الخلقة و الوسط الإنسانی; الحریة فی التخریب و إیجاد سوء الظن و إثارة التشاؤم و بث بذور الفرقة و النفاق، حیث أقرت الدنیا مثل هذه الحریات المتحللة. و المؤسف له إننا ما لم نتوقف عند کاتب و صحفی و مهما إرتکب من عمل حتى تتعالى الأصوات فی الداخل و الخارج بأن هناک من یناهض الحریة، لکن لابد أن أقول لیس هناک من حریة مطلقة فی العالم أبدا، کما لیس هناک من یدعم هذه الحریة، و هی لیست منطقیة.
حریة الفرد عدم سلبه لحریة الآخرین، الحریة ألاّ یتحرک بما یتضاد و شؤون المجتمع. و علیه ینبغی التعامل بوعی مع قضیة الحریة. قد یلتبس المفهوم الحقیقی للحریة على أنه التحلل و الطیش و الفوضى، لابد من تحدید هذا المفهوم حتى لا یصبح حربة فی ید العدو.