إننا نعتقد بأن أی قرار یتخذه المسؤولون و یطرح على المجلس هو ساری المفعول على الجمیع، إلا أننا لسنا راضین قلبا على توقیعه و لنا دلیلنا على ذلک. فالبروتوکول المذکور کان مفروضا و عنصریا، و فی الواقع یبدو أن فکرة من فرضوه أن کل شیىء من حقنا ولنا و لیس للآخرین سوى الجحیم!! نحن لانرى أی فخر فی إمتلاک هذه القدرة (السلاح النووی) ولکن لم هذه العنصریة؟ اننا نقول لیس لدینا هذا السلاح فلیس لهم إمتلاکه، لا إننا یجب أن نمتلکه لأتهم یمتلکونه.
لایوافق أغلب أبناء الشعب على ذلک البروتوکول، بل الظروف هی التی دفعتنا لقبوله. و الواقع أنها قضیة واقعیة لا مصلحیة. و مغزى هذا الکلام هو أنه لو تضاعفت الضغوط لما کانت هناک من موافقة علیه و لأبدت الجماهیر ردود فعلها.
و قال سماحته فی معرض رده على سؤال: أن فی العراق أحزاب و منظمات سیاسیة کثیرة، فأی منها تدعمون و هل تتخذون من مواقف بشأنها:
لابد أن نبذل قصارى جهدنا من أجل توحید کافة الأحزاب و المنظمات و المذاهب، و ذلک لأن العراق یتألف من عدة مذاهب و قومیات و لیس لأی مذهب بمفرده أن ینفرد بحکم البلاد، و مازلنا نبذل سعینا بهذا المجال، و قد أثبت تأریخ العراق أن جمیع الطوائف على إختلافاتها قد عاشت مع بعضها. طبعا إذا ترکوا و شأنهم فلا خشیة علیهم; و مما لاشک فیه أن حالة من الفوضى و القلق تسود أی تغیر و انقلاب فی بدایته، و المهم ألا تعمد الایادی الأجنبیة لاثارة الاضطراب.
ثم أجاب سماحته على السؤال القائل: هل تستطیع إیران أن تلعب دورا فی تنسیق القوى السیاسیة العراقیة، و ما مدى التأثیر الایرانی فی المستقبل على أوضاع المنطقة؟ فقال: یمکن لایران أن تکون مؤثرة بفضلها جارة قویة للعراق الذی یرى نفسه بحاجة إلیها، إلا أن دورنا یقتصر على التنسیق فقط، و بالنظر إلى کون الأغلبیة الساحقة للعراق شیعیة و لها و شائج ممیزه مع إیران، فان إیران یمکنها أن تلعب دورا فاعلا فتسارع فی وحدة ذلک البلد.
ثم أجاب سماحته من سأله: إذا قامت وحدة بین مسلمی العراق و إیران فهل سستنقل حوزة قم نفوذها إلى النجف أم نفوذ الحوزة العلمیة فی النجف إلى قم. فقال:
یرى الشیعة فی إیران أن تکون لهم حوزة علمیة کما تکون للعراقیین حوزة علمیة خاصة بهم، أی أنهم یرغبون بوجود حوزتین تعمل کل واحدة منهما على تقویة الاخرى حیث یمکن أن تستجد بعض الاحداث بالنسبة لایران و تلک الحوزة أو بالعکس، کما کانت حوزة قم تغذی عالم التشیع على عهد صدام.
ثم رد سماحته على سؤال بشأن توزیع الوظائف بین الحوزتین فقال:
یمکن لحوزة النجف أن تلبی متطلبات العرب.
و رفض سماحته وجود أی إختلاف بین الشیعة العرب و الفرس و أن أغلب المراجع هم من الایرانیین و یقلدهم الشیعة العرب، و العکس صحیح أیضا.
و أجاب سماحته عن سؤال بأن أغلب ما یدور فی الحوزتین الحدیث عن إیجاد حیاة دینیة على أساس التفسیر الدینی أم هنالک دور للاختلافات السیاسیة؟ هل التأثیر الکبیر للتطورات السیاسیة أم علماء الدین یتعرضون للأحداث من وجهة نظر دینیة؟ فقال سماحته:
إن أساس تفکیرنا هو الاسلام و التشیع، و تدور سیاستنا و قوانیننا حول محور الدین، أما النقطة المهمة الاخرى هی أن الحکومة الاسلامیة فی إیران تجعل علمائها ینهضون ببعض الوظائف، أما فی العراق فلیست هنالک حکومة إسلامیة، و من هنا کان هناک فارق فی الوظائف بین علماء العراق عن صنوهم فی إیران.
ثم رد سماحته على سؤال بشأن تفاوت هذه الوظائف فقال:
إننا نؤمن بضرروه تحکیم الاسلام فی کافة أرکان الدولة، أما إن تسلمت زمام الأمور فی العراق حکومة غیر إسلامیة فهی تمنح المناصب للبعض من غیر المسلمین، إلا أن عدم وجود الحکومة الاسلامیة لایعنی عدم رعایة و حفظ الموازین الاسلامیة.