أکّد آیة الله العظمى مکارم الشیرازی: لقد ظهر لفیف من الناس أسمیناهم القراء الجدد، حیث یقولون لاإله إلا فلان لا إله إلا زینب، و لما یتکلمون بهذا الکلام یظهر حشد آخر یعتبرهم مشرکین فیعطون الذریعة للخصوم، یجب أن نقف بوجه کلیهما، یجب على عقلائنا الانتباه و الکون بین هذا و ذاک، فلیراقب القائمون على إبطال البدع کلا الفرقتین و ینتبهوا إلیهم، و لا یأذنوا بوقوع زمام أمور المجالس الدینیة بید بعض المداحین الجهلة الذین یقولون کل ما یخطر ببالهم.
و ضمن إشارته الى تأثر و عدم رضا قائد الثورة عن الشاعر الذی أظهر الغلو فی شعره قال: سررت لما سمعت أنّ قائد الثورة قال لأحد الشعراء إستغفرْ لما قرأ شعراً مغالیاً فی المنتدى الشعری الذی حضره; لو حذّر الجمیع المداح الذی یخطأ بهذه الطریقة لما آل الوضع الى ما هو علیه الآن، رواج هذا الأمر خطر و أنا أشعر بالخطر المحدق.
و تابع سماحته قائلا: من حسن الحظ أنّ أولئک (الوهابیین) سقطوا فی المنحدر. إنّنی أقوم بتألیف کتاب تحت عنوان «فی منحدر سقوط الوهابیة». لدینا أدلة کثیرة تثبت ظهور طبقة جدیدة من الوهابیة عدلت عن أصول محمد بن عبدالوهاب. من ضمن أدلتنا کتاب أعددته فی مکة تحت عنوان «مفاهیم یجب إصلاحها»، و اعتبر فیه الدعاء، التوسل، الشفاعة و أمثالها جائزة و شکک فی جمیع أفکار ابن عبدالوهاب. یباع ذلک الکتاب الآن فی السعودیة، تعارض الدولة السعودیة تلک الطائفة أیضاً و جمیع الدنیا تعارض تلک الفرقة الفظة و المتشددة.
و ضمن إشارته الى هجوم الوهابیین على کربلاء قال: لقد ارتکبوا تلک الجرائم فی کربلاء، و ینقل أنّهم قتلوا حدود 100 ألف إمرأة و طفل، وقع ذلک لما کان الرجال قد ذهبوا الى النجف لأداء المراسم فهجم الوهابیون و قتلوا الأبریاء. لقد حطموا ضریح قبر الامام (علیه السلام) و نهبوا ما فیه و أحرقوا کل مکان. إنّ ذلک دیدنهم، فخلفوا و رائهم ذلک التاریخ الأسود، و هذا أفضل دلیل لوجوب سقوطهم فسوف یسقطون.
و قال آیة الله العظمى مکارم الشیرازی: ولد الوهابیون قبل حوالی 200 عام من قبل المترفین و أنکروا العدید من المسائل. کل من لم یکن وهابیاً یعتبرونه مشرکاً برأیهم فیباح دمه و ماله و عرضه على هذا الأساس. أولئک لم یفهموا معنى الشرک و کذلک التوسل و الدعاء، و یجهلون معنى البدعة، لذا أخطأوا فی هذه الأمور و یعتبرون أغلب المسلمین کفاراً.
و أضاف سماحته: یقول محمد بن عبدالوهاب فی رسالته: لو قال الانسان اشفع لنا یا رسول الله فقد أشرک، و یجب أن تطلبوا من الله أن یصبح الرسول شفیعاً. و لا یجوز أن تطلبوا ذلک من نفس رسول الله. لیس الوهابیون من أهل المنطق، إنّهم أناس متعصبون، یعدّون أنفسهم علماء و لا یأخذون الآخرین بالحسبان. فی نفس هذه الرسالة یخاطب خصومه بالمشرکین، و هذا یعنی أنّهم غیر مستعدین لقبول کلام الآخرین.
و أخیراً قال سماحته: أتلف الوهابیون جمیع الآثار الاسلامیة و التاریخیة، کانت تلک الأبنیة ثمینةً جداً ولم یحو أىّ مکان فی العالم آثاراً إسلامیةً کالتی فی الحجاز. لقد هدموا جمیع الأضرحة و قبور الائمة(علیه السلام) و العلماء و بیت عبدالله والد النبی(صلى الله علیه وآله).
تحیا الأمة بآثارها التاریخیة و تعرف سوابق تلک الأمة بتلک الآثار. قدم الاسلام 1400 سنة، هذه الآثار سجل أعمال عمر الاسلام، لکنّهم مزقوا هذا السجل و أتلفوه. بغضّ النظر عن احترام أئمة البقیع(علیه السلام) الذین أجرموا بحقهم ارتکبوا خیانةً للآثار الاسلامیة. تضع دول العالم آثاراً وطنیةً لأنفسها مثلا یوجد قبر الجندی المجهول فی الکثیر من دول العالم، نحن نوجد قبور الشهداء المفقودین لتبقى آثارهم. تبلور التاریخ فی آثار القدماء و السابقین. نقول لهم اذا کنتم تخالفون وجود القبور فلماذا توجد قبة و ضریح النبی(صلى الله علیه وآله)، فالشرک لا یقبل الاستثناء، یقول بعضهم لم نقو على ذلک و إلاّ قمنا بهدمه أیضاً.
