و مما یوجب الشکر هو أن عدونا على قدر کبیر من الجهل و عدم الوعی، حیث شهر سیف العداء و اعلن عن کافة اهدافه المشئومة بشکل صریح و على الملأ العام، فهو یرید ابعاد الاسلام عن الساحة السیاسیة و الاجتماعیة، متبجحا بالدیمقراطیة الکاذبة، و التی یبغی من خلالها حفظ و خدمة مصالح الغرب، و بالاخص المصالح الامریکیة.
و هذه الدیمقراطیة التی یعلن عنها العدو، لاتفسیر لها الا الرجوع الى نوع جدید من الاستعمار.
و بالرغم من أن ید الاستعمار الخبیثة لم تطال بلادنا، لکن العدو یتدخل بشکل وقح، و یشعر و کأنه قیماً على بلادنا و شؤوننا الداخلیة، فیقول: نحن نتدخل و نجری الانتخابات بالشکل المطلوب، و بغیر ذلک فان الانتخابات باطلة و غیر شرعیة.
و هنا أتساءل: کیف بنا - لاسمح الله - لو ان هذا العدو تسلط علینا؟!
فى هذه الظروف التی نمربها، یحتم علینا الدین و الایمان و العقل و الوجدان أن یعی الشعب الایرانی المؤمن ما یدور حوله و أن یضع یداً بید للدفاع عن استقلاله و ثورته، و من هنا کان لزاماً علىَّ أن أُذکر بمایلی:
أولا: بالنظر للظروف الحاکمة، أرى و من موقع التکلیف الشرعی، من اللازم بل اللازم جداً، و فی هذه الظروف، أن تکون المشارکة فی الانتخابات مشارکة عامة، و على الجمیع، الادلاء باصواتهم فی هذه الانتخابات المصیریه.
ثانیاً: ادعو کافه قطاعات المجتمع الغیوره و الوفیة لنظام الجمهوریة الاسلامیة أن تتحرک من دافع الوازع الدینی و العرقی و حب الوطن و أن یضعوا یداً بید من اجل نیل رضا الله سبحانه و تعالى و من اجل ادخال الیأس و الخیبة فی قلب العدو. و ان یترکوا الخلافات جانباً و یضعوا محلها المحبة و التضحیة و الایثار، و ذلک من خلال اقامة انتخابات تغیظ العدو و تکسر شوکته.
و اعلموا ان هذه التضحیات سوف تسجل لکم باحرف من نور و سوف لن تنسى ابداً.
ثالثاً: على الشعب الایران أن یُحکم وجدانه و ضمیره فى انتخاب الاصلح لتمثیله فی مجلس الشورى الاسلامی، و یجب ان یستشیر ذوى الخبرة و الاطلاع بذلک، و یجب ان یختار ذوی الالتزام و التخصص و الخبره و أهل الغیرة على الدین و الوطن، و ان یحرزوا فیهم الاطمئنان الکافی، و ذلک من أجل أن نشهد اقامة دورة جدیدة من الانتخابات تضمن لنا الالتزام بالقیم الاسلامیة، و تستطیع حل مشکلات الشعب.
و انتظارنا من المرشحین لانتخابات هذه الدورة ان یقدموا من لهم الافضلیة و الخط الاوفر فی الفوز، و این ینسحبوا من الانتخابات لصالحهم، و ذلک من اجل المحافظة على الآراء من التبدد، و ان یکون النصیب الافر منها لذوی الاهلیة و الصلاحیة و کونوا على یقین، من انکم بعملکم هذا سوف تنجحون فی امتحان مهم جدید امام الله سبحانه و تعالى.
اسأل الله، جل و علا و اتضرع له ان یجعل الانتخابات الجدیدة، انتخابات خیر و صلاح و ان یصونها من کل خطر و حادثة.
و أسأله ان یجزی الشعب الایرانی المؤمن و الواعی خیر جزاء الدنیا و الآخرة لقیامه بهذه المسؤولیة الشرعیة الهیة و الاجتماعیة الخطیرة.
والسلام علیکم و رحمة الله برکاته
ناصر مکارم الشیرازى
28 بهمن 1382