إن التعالیم الاسلامیة تحمل طابعاً نور خاصاً و ذلک لانها تدعو الى السلم و الصلح و الصفاء و المحبة و الصداقة، و تنادی بضرورة الدفاع عن المحرومین و تدعو الى التقوى و الطُهر و مکارم الاخلاق.
و کونوا على یقین أیها الاعزاء بانه لاطریق لنجاة الانسانیة من المخاطر و الفساد المحدق بها فی الوقت الحاضر إلا بالعودة الى ملجاء به الانبیاء العظام(علیهم السلام) من تعالیم سماویة، و من بین هذه التعالیم و أفضلها و أسماها ماجاء به الدین الاسلامی الحنیف، و ما ورد فی دستوره العظیم، القرآن الکریم. و هذه حقیقة یدرکها أی شخص له أدنى معرفة بالقرآن المجید.
و مما یدعو للأسف، أنه یوجد فی بلادنا بعض المناطق المحرومة مادیاً، بحیث لایستطیع من یسکن فی هذه المناطق أن یسمع نداء الاسلام و القرآن، فلا توجد عندهم مدرسة و لا مسجد و لاحمام و لا منزل یستطیع أن یسکن فیه رجل الدین الذی یأتیهم لتبلیغ تعالیم الدین الحنیف، فهم یعیشون المحرومیة الکاملة من نعمة التبلیغ و التعلم، و بالخصوص فی المناطق التی یسکن فیها أبناء السنة و الجماعة، حیث یتمتع هؤلاء بامکانات واسعة، أما شیعة أهل البیت(علیهم السلام) فقد حرموا من أقل الامکانات و صار أبنائهم طعمة و لقمة سائغة یجذبهم أبناء السنة الى مذهبهم و قد وصل الامر فى المناطق التی کان یسکنها 80 بالمائة من أتباع مذهب أهل البیت(علیهم السلام) و 20 بالمائة من أتباع أهل التسنن، أصبح الأمر معکوساً بحیث أصبح أتباع مذهب أهل البیت 20 بالمائة و أتباع أهل السنة 80 بالمائة.
ألاتقع علینا مسؤولیة هذا التقصیر أمام أهل البیت(علیهم السلام).
و أنا و من منطلق إحساسی بالمسؤولیة فقد و جهت و الدعوة الى هذه المجموعة الخیرة من المحسنین، و الذین لهم باعاً طویلا فی مجال فعل الخیرات، و تیمناً بالاسم المبارک لامیر المؤمنین علی بن ابی طالب(علیه السلام) والذی یتکون اسمه من العدد 110، لتقوم ببناء 110 مسجداً و 110 مدرسة و 110 بیتاً لاسکان المبلغین و 110 حماماً فی المناطق المحرومة، و الحمدالله فقد کان التوفیق حلیف هذه المجموعة الخیرة المحسنة، و قد ساعدهم فی ذلک أهل الخیر لانجاز هذا المشروع الخیری المهم فی المناطق المحرومة.
و أنا بدوری فقد قدمت المساعدات الکبیرة الى هذا المشروع، لکنی و کلما تقدم العمل فانی أشعر بعظم المسؤولیة التی تقع على عاتقی، ففی شرق البلاد و غربها و جنوبها توجد الکثیر من المناطق المحرومة.
هل یرضى الله سبحانه و تعالى، باننا نعیش فى طهران و فی المدن الکبیرة الاخرى و التی تتوفر بکافة الامکانات الدینیة، و فی مقابل نرى جموعاً من شیعة علی بن أبی طالب(علیه السلام) و فی هذه الأیام الشریفة و المبارکة من شهر رمضان، لایوجد فی مناطقهم مسجداً یقیمون فیه شعائرهم الدینیة، و بالاخص احیاء لیالی القدر المبارکة و اقامة مراسم الدعاء و العزاء.
أنا أرجو و أأمل أن یتطور هذا المشروع، لیصل فی یوم من الایام الى بنا ألف مسجد و ألف مدرسة و ألف حمام و ألف بیت للمبلغین الکرام.
أسأل الله سبحانه و تعالى أن یکلل عملکم هذا بالتوفیق و النجاح و أن یشملکم برحمته کل الاعزاء الذین اشترکو فی
هذا البرنامج، و هو من أهم البرامج الاسلامیة، و من أفضل الذخائر الأخرویة لکم و لابائکم فی یوم المعاد.
و کم أکون سعیداً لو أن الوقت حالفنی لکی أکون معکم أیها المحسنون، أیها المؤمنون، ولکن کثرة مسؤولیاتى و اهتماماتی حرمتنی من توفیق الحضور معکم.
و من هنا فانی أغتنم هذه الفرصة لکی اتقدم لکم باسمى التحیات و ابتهل الى الله سبحانه و تعالى بأعز کلمات الدعاء، و أسأله أن یوفقکم و یأخذ بایدیکم لحل ما یواجهکم من مشاکل فی هذا الطریق. و السلام علیکم و رحمة الله و برکاته