كلمة سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي في المؤتمر + تقرير عن أعمال المؤتمر

كلمة سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي في المؤتمر + تقرير عن أعمال المؤتمر


انطلقت اليوم الخميس 10 أيار الموافق 23 شعبان أعمال المؤتمر الدولي لـ "دور الشيعة في تأسيس العلوم الإسلامية وتطويرها".‌

انطلقت اليوم الخميس 10 أيار الموافق 23 شعبان أعمال المؤتمر الدولي لـ "دور الشيعة في تأسيس العلوم الإسلامية وتطويرها".

وقد بدأت أعمال المؤتمر قبل قليل في قاعة النبي الأعظم (ص) بمدرسة الإمام الكاظم (ع) بمدينة قم بتلاوة آي من الذكر الحكيم وبث النشيط الوطني للجمهورية الإسلامية في إيران.

 

كلمة أمانة المؤتمر

ألقى أمين المؤتمر حجة الإسلام والمسلمين محمدعلي رضائي اصفهاني كلمة في مراسم افتتاح المؤتمر، أشار فيها إلى أن التحضير للمؤتمر بدأ منذ عامين بتوجيه من سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي في عشرة محاور علمية.

وأضاف: يشارك في المؤتمر العديد من العلماء والباحثين والمفكرين من 50 دولة، وإن أمانة المؤتمر استقبلت العديد من المقالات والكتب في مختلف محاور ولجان المؤتمر بلغ عديدها أكثر من 1201 مقالة تم قبول 418 منها بعد التحكيم والتدقيق العلمي.

وأوضح أن اللجان العلمية الساندة للمؤتمر عقدت 110 جلسة علمية شارك فيها العديد من العلماء والفضلاء.

وقال حجة الإسلام والمسلمين رضائي إن أعمال المؤتمر ستشهد تدشين 55 كتاباً فاخراً و 7 مجلات تحت عنوان: مجلة المؤتمر، منشور المؤتمر، نشرات خبرية للمؤتمر، وقرصين مدمجين، كما أن 22 مجلة محكمة وتخصصية وفكرية ستتولى نشر مقالات المؤتمر.

وقدم رضائي شكره للجهات التي أسهمت في انجاح المؤتمر سيما النخب الحوزوية والجامعية واللجان  العلمية التي بلغ عديدها 15 لجنة، سائلاً الباري جل وعلا أن يتقبل هذا العمل.

 

كلمة آية الله العظمى مكارم الشيرازي (دام ظله الوارف)

ألقى سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي كلمة الافتتاح الرسمي لمؤتمر "دور الشيعة في تأسيس العلوم الإسلامية وتطويرها" الدولي، أشار فيها إلى أن الغاية من إقامة المؤتمر هو إزاحة اللثام عن دور الأئمة الأطهار (عليهم السلام) وعلماء الشيعة في إرساء دعائم العلوم الإسلامية والنهوض بها، والجهود المضنية والصادقة والمهمة التي بذلها أعلام المذهب في هذا الاطار.

وأضاف: اننا في الوقت الذي نؤكد فيه على دور علماء الشيعة في تأسيس العلوم الإسلامية والنهوض، لا ننكر الدور البارز الذي اضطلع به علماء المسلمين من المذاهب الأخرى في تأسيس العلوم والنهوض بها، بل نثمّن جهودهم؛ إذ إننا اعتمدنا أصلين أساسيين في هذا المؤتمر، الأول: احترام جميع المذاهب الإسلامية، والثاني: المنهج العلمي بعيداً عن المسائل السياسية.

وأوضح سماحة المرجع الديني أن العلوم تحظى بأهمية بالغة الإسلام وقال: إن بداية العالم ونهايته من وجهة نظر إسلامية تخضع للجانب العلمي، إذ إن آدم (عليه السلام) ـ وهو أبو البشرية ـ سمى على جميع الملائكة بسبب علمه.

وأردف: أن المرحوم الطبرسي قال في مجمع البيان: إن المقصود من علم الأسماء الذي علّمه الله تعالى لآدم طبقاً لما ورد عن الصحابة والبابعين هو علم آدم بالعلوم المادية والمعنوية التي لها صلة بحياة البشر.

وفيما يتعلق بنهاية العالم وظهور الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) قال آية الله مكارم الشيرازي إن من سمات الإمام هي احاطته بعلوم ومعارف إلهية استثنائية، وقد ورد في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): "الْعِلْمُ‏ سَبْعَةٌ وَ عِشْرُونَ‏ حَرْفاً فَجَمِیعُ مَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ حَرْفَانِ فَلَمْ یَعْرِفِ النَّاسُ حَتَّى الْیَوْمِ غَیْرَ الْحَرْفَیْنِ فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا أَخْرَجَ الْخَمْسَةَ وَ الْعِشْرِینَ حَرْفاً فَبَثَّهَا فِی النَّاسِ وَ ضَمَّ إِلَیْهَا الْحَرْفَیْنِ حَتَّى یَبُثَّهَا سَبْعَةً وَ عِشْرِینَ حَرْفاً"؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 52، ص 336.

وأضاف: من دواعي فخرنا العظيمة هي أن الإسلام نهض من مجتمع جاهلي غارق في الخرافات، وحدد الفضيلة الأسمى للإنسان في علمه ومعرفته.

وفي الحديث عن أسباب إقامة المؤتمر قال سماحته إن علماء الشيعة أسسوا العديد من العلوم الإسلامية ونهضوا بها إلا أنه لأسباب عديدة لم تسلط الأضواء على جهودهم وظلموا ولم تظهر خدماتهم الجلية للدين الحنيف.

وأشار آية الله مكارم الشيرازي إلى أن حرق مكتبات علماء الشيعة هي من جملة الممارسات التي قام بها أعداء أهل البيت (عليهم السلام) والمتطرفون والحكومات الغاصبة على مرّ العصور الإسلامية، مما دفع طائفة من علماء الشيعة إلى دفن الكتب بغية حفظها إلا أن هذه الخطوة تسببت للأسف في تلف بعض الكتب أيضاً.

وأضاف: ان عملية التعتيم التي كانت تمارس ضد الكتب العلمية لعلماء الشيعة من قبل النواصب ومنع كتب الشيعة من التداول في المكتبات والمدارس والجامعات والحوزات العلمية هي من الأسباب الأخرى التي لها مدخلية في تلف العديد من الكتب والمؤلفات الشيعية.

هذا وأعرب سماحة المرجع الديني عن أن مكتبات الشيعة مليئة بكتب اخواننا من أهل السنة وفي مختلف المجالات العلمية وقال: لا نجد مانعاً في استخدام الكتب العلمية لأهل السنة إلا أن الكتب الشيعية لا تتوفر في المكتبات التابعة للافراطيين في مختلف الدول الإسلامية، وإذا توفرت فإنها لا تتاح لأحد للاستفادة منها.

وأكد سماحته على أننا نبرئ اخوتنا المعتدلين من أهل السنة من هذه المسألة وان جسور التواصل العلمية بيننا وبينهم قائمة.

وفي ختام كلمته أوضح آية الله العظمى مكارم الشيرازي أننا نسعى إلى تبيان الحقائق في هذا المجال وان الخطوات التي قام بها العلماء مثل المرحوم السيد حسن الصدر وآقا بزرك الطهراني والسيد محسن الأمين العالمي هي خطوات جيدة إلا أنها لا تكفي للتعريف العلمي بالشيعة، ولذا لا بد من تعزيز هذه الخطوات بجهود علمية جديدة.

 

تدشين مجموعة آثار المؤتمر

في إطار أعمال المؤتمر تم قبل قليل تدشين مجموعة آثار المؤتمر بحضور آية الله العظمى مكارم الشيرازي وآية الله العظمى جعفر السبحاني وآية الله الاعرافي مدير الحوزات العلمية في ايران وآية الله محسن الاراكي الأمين العام للجمع العالمي للتقريب بين المذاهب وحجة الإسلام والمسلمين رضائي اصفهاني رئيس الامانة العامة للمؤتمر.

وقد شهدت عملية التدشين عرض 72 أثرا علميا منها: 55 كتاباً، و 7 مجلات تخصصية، وبرنامجين حاسوبيين لمنشورات المؤتمر، و 4 نشرات خبرية.

 

تدشين الطابع التذكاري للمؤتمر

ضمن أعمال ونشاطات المؤتمر تم قبل قليل تدشين الطابع التذكاري لمؤتمر "دور الشيعة في تأسيس العلوم الإسلامية وتطويرها" الدولي، على يد مرجعين من مراجع التقليد في العالم الشيعي.

وأفاد مراسلنا من قاعة المؤتمر أنه تم تدشين الطابع التذكاري لمؤتمر "دور الشيعة في تأسيس العلوم الإسلامية وتطويرها" الدولي من قبل المرجعين آية الله العظمى مكارم الشيرازي وآية الله العظمى جعفر السبحاني.

 

تدشين الموقع الالكتروني للنسخ الخطية

دشّن قبل قليل الموقع الالكتروني للنسخ الخطية التابع لأمانة المؤتمر على يد المرجعين آية الله العظمى مكارم الشيرازي وآية الله العظمى السبحاني.

للدخول الى الموقع أنقر على الرابط.

أعمال اليوم الثاني من المؤتمر:

انطلقت أعمال اليوم الثاني من مؤتمر "دور الشيعة في تأسيس العلوم الإسلامي وتطويرها" الدولي اليوم الجمعة 11 أيار بحضور واسع للعلماء والمفكرين والباحثين.

وقد افتتحت أعمال المؤتمر بتلاوة آي من الذكر الحكيم، ثم ألقى في الفقرة الثانية من المؤتمر البرفسور ويلفرد مادونغ الباحث الألماني في الشؤون الإسلامية والشيعية كلمة، وكانت الفقرة الثالثة لكلمة الشيخ موسى كاشف الغطاء متولى حوزة المهدية العلمية في العراق، ثم ألقى حجة الإسلام والمسلمين الدكتور خسرو بناه رئيس مؤسسة الحكمة والفلسفة للدراسات كلمته في المؤتمر، تلاه الشيخ اسماعيل خليق المشرف على حوزة باريس العلمية، والفقرة السادسة في المؤتمر شهدت القاء كلمة السيد ادريس الهاني المفكر الاسلامي المغربي.

 

كلمة المرجع الديني آية الله جعفر السبحاني

ألقى المرجمع الديني آية الله جعفر السبحاني في اليوم الثاني من المؤتمر كلمة جاء فيها:

إن الأمم الحية تعكف على التعريف بنفسها باستمرار ولا تنتظر الآخرين ليقومون بذلك نيابة عنها، إذ إن التهاون في ذلك يعتبر ظلماً بحق أنفسنا.

وشدد سماحته على أن منجزات الشيعة بقيت طي الكتمان بلا شك مبيناً أن الشيعة والسنة أسهما معا في تأسيس العلوم الإسلامية والنهوض بها إلا أن انجازات الشيعة لم يسلط الضوء عليها كما يجب.

وأعرب آية الله السبحاني أن بقاء منجزات الشيعة طي الكتمان لا يختص بالعصر الراهن مشيراً إلى أن العديد من علماء الشيعة ومفكريهم أذعنوا بأننا لم نعمد الى التعريف بالشيعة وخدماتهم بالنحو المطلوب.

وأكد سماحة المرجع على ضرورة التعريف بأنفسنا بطريقة صحيحة كي يعرف المسلمون أننا قدمنا المنجزات جنباً إلى جنب.

وفي الفقرة الثامنة قدم آية الله مدرسي يزدي عضو مجلس صيانة الدستور كلمته في المؤتمر.

وأما الفقرة التاسعة فكانت لتقديم رؤساء لجان المؤتمر تقريراتهم بالترتيب التالي:

تقرير لجنة القرآن والحديث قدمه حجة الإسلام والمسلمين علوي مهر

تقرير لجنة الاخلاق والتربية والعرفان قدمه حجة الإسلام والمسلمين الدكتور كرجيان

تقرير لجنة الكلام والعلوم العقلية قدمه حجة الإسلام والمسلمين جبرئيلي

تقرير لجنة العلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية قدمه حجة الإسلام والمسلمين جزائري

تقرير لجنة الفقه والأصول قدمه حجة الإسلام والمسلمين داوودي

تقرير لجنة النشاطات النسوية قدمته السيدة الدكتورة فقيهي مقدس

وفي الفقرة العاشرة تم تكريم المقالات الفائزة في المؤتمر من قبل سماحة المرجع الديني آية الله العظمى مكارم الشيرازي.

ثم بعد ذلك تم قراءة البيان الختامي الذي تمخض عن المؤتمر.

واختتم المؤتمر بتلاوة آيات من كلام الله المجيد.

captcha