أدان سماحة المرجع الديني آية الله العظمى مكارم الشيرازي في بداية درسه لبحث خارج الفقه الذي عقد في المسجد الأعظم بمدينة قم بإيران، الجنايات الوحشية والابادة الجماعية التي يتعرض لها المسلمون في ميانمار قائلاً: إن البوذيين في هذا البلد يسعون إلى إبادة المسلمين في ميانمار، ونسمع في كل يوم عن وقوع جنايات مفجعة هناك، حتى بلغ الأمر أن حركة طالبان أدانت هذه التصرفات !
وانتقد سماحته بشدة التجاهل العالمي والإسلامي للجرائم الوحشية التي ترتكبها السلطات بحق المسلمين في ميانمار متسائلاً: أليس من الجدير أن ترفع الدول الإسلامية صوتها بوجه هذه التعديات، ولماذا لا تعقد منظمة التعاون الاسلامي التي تضم ستين دولة اسلامية اجتماعا طارئا لاتخاذ قرار يخفف عن هؤلاء المظلومين؟
وتابع آية الله مكارم الشيرازي: إن مجلس الأمن الدولي لا يتوانى في عقد الاجتماعات إذا مس اسرائيل أدنى مكروه، فلماذا اتخذ موقف الصمت في هذا الموضوع؟ نحن لا نعلق الآمال على مجلس الأمن لكن أين ذهبت الغيرة الإسلامية، ولذا يجب على المسلمين أن يعملوا بواجبهم.
واقترح سماحته تشكيل مجموعة عمل خاصة من وزراء خارجية الدول الإسلامية من أجل حلّ هذه المشكلة، معرباً أن الآخرين عندما يشاهدون أن وزراء ستين دولة اسلامية يتداولون المشكلة ويتمتعون بالقوة وبامكانهم اتخاذ قرارات رادعة، سيتريثون قبل اتخاذ أي خطوة تسيء للمسلمين.
وأضاف: إن هذه الخطوات قد تدفع مجلس الأمن الدولي أيضاً لاتخاذ قرار ولو من أجل حفظ ماء وجهه وسمعته أمام العالم، مؤكدا على ضرورة التصدي بقوة لمثل هذه التعديات ورفع الصوت عاليا، والوقوف بوجه الجناة الوحشيين وعديمي الرحمة.
ونوه المرجع الديني مكارم الشيرازي إلى أن معظم مسلمي ميانمار هم من أهل السنة والجماعة إلا أننا ندافع عنهم كما لو كانوا من الشيعة، ولا نميّز بين المسلمين في هذه المسائل.
هذا وتطرق سماحته في جانب آخر من حديثة إلى واقعة الغدير مطالباً بالعمل على ازاحة المظلومية عنها، وقال: إن اقامة الاحتفالات ومجالس الفرح والسرور والتزاور بين الموالين في هذه المناسبة أمر حسن، ولا بد من استمرارها، ولكن يجب في الوقت نفسه احاطة كلّ شباب الشيعة بمفاهيم واقعة الغدير ورسالتها التي نصّت عليها الروايات المتواترة والألفاظ والمداليل الصريحة.
وأضاف آية الله مكارم الشيرازي في ختام حديثه: يجب علينا أن ندافع عن مذهبنا ونحميه دون أن نسيء إلى مقدسات الآخرين ونغذي الاختلاف بيننا وبينهم، وأن نحتفي بالغدير بمزيد من الاهتمام، مبيناً أنه سيشارك بدوره في المسيرة التي ستقام في مدينة قم بهذه المناسبة قدر استطاعته.