وقد صرّح صاحب السماحة المرجع الشيخ ناصر مكارم في بداية درس البحث الخارج في الفقه الّذي يلقيه على طلّابه في المسجد الأعظم بقمٍّ: كلّما مرّ الزمان زاد عدم ثقتنا بسياسة الحكّام على المجتمعات الغربيّة الحاليّة، ويزيد تشاؤمنا بهم.
وقد عدّ سماحة المرجع السياسات الحاكمة في عالم اليوم سياساتٍ مليئةً بالكذب والحيلة والنفاق، وقال: إنّ النموذج البارز لذلك ما رأيناه بعد هزيمة الإرهابيين في حلب.
وقد علق المرجع على دموع التماسيح الّتي يذرفها الغربيّون على أطفال حلب قائلًا: لقد بكيتم على أطفال حلب في وسائلكم الإعلاميّة بعد الهزيمة الّتي منيتم بها، فلماذا لم تبكوا ولا تبكون على أطفال اليمن؟
وأضاف قائلًا: لقد أعلنها الأمين العامّ للأمم المتّحدة صراحةً أنّ النظام السعوديّ نظامٌ قاتلٌ للأطفال، مع أنّه حذف تحالف هذا النظام من قائمته السوداء لأسباب ماليّةٍ كما يدّعي، وقد نشرت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة تقريرًا مفجعًا عن حال الأطفال في اليمن؛ فلماذا لم نر منكم دمعةً واحدةً على هؤلاء الأطفال؟!
وقد بيّن سماحته أنّه لا يمكن الثقة بالغربيّين في أيّ ظرفٍ من الظروف، وقال: لا يمكن مطلقًا الثقة بهذه السياسات وبهؤلاء السياسيّين الغربيّين؛ إذ لا يمكن الاعتماد على أشخاصٍ يملؤهم الكذب والنفاق والدجل في أيّ ظرفٍ كان.
وأضاف سماحته: إذا أردنا أن نأخذ حقوقنا في عالم اليوم، فيجب أن نكون أقوياء، وإلّا فإنّ النتيجة هي ما ترون في عالم اليوم في دولٍ أخرى.
وأردف المرجع بالقول: إنّ هؤلاء يريدون بطريقةٍ أو بأخرى أن يعوّضوا خسارتهم بحلب، ولحسن الحظّ أنّ العالم قد التفت إلى نفسه، ولن يخدع بدموع التماسيح الّتي تذرفونها، وقد أدرك العالم تناقضاتكم على كل المستويات، وأدرك برامج النفاق الّتي تعملون عليها.
وقد ذكّر سماحة المرجع في الجزء الأخير من حديثه بذكرى انتفاضة قمٍّ في 9 كانون الثاني 1978، وقال: ستقام بهذه المناسبة احتفاليّةٌ في المدرسة الفيضيّة، وأودّ أن تشاركوا فيها.