وأثنى سماحة المرجع الديني آية الله العظمى مكارم الشيرازي في بداية درسه لبحث خارج الفقه الذي عقد في المسجد الأعظم بمدينة قم، على يقظة وصحوة الموالين الذين أقاموا مراسم عزاء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) بأحسن حلة، مقدمًا الشكر والتقدير للحشود الغفيرة التي شاركت في هذه المراسم.
وتابع سماحته: أشارت الإحصائات الرسمية إلى 6 ملايين زائر شاركوا مراسم عاشوراء بكربلاء المقدسة، ومما يدعو إلى السرور أن مراسم هذا العام لم تشهد أحداثًا إرهابية سوى في بعض الدول المعدودة كأفغانستان وباكستان، إذ هاجم التكفيريون عددًا من المراسم وسقط جراء ذلك كوكبة من الضحايا بين شهيد وجريح.
وتطرق المرجع الديني مكارم الشيرازي إلى حديث يتناول حماقة الأعداء، وأضاف: إن الأعداء كلما زادوا من ضغوطهم وتهديداتهم، نرى في المقابل زيادة مطّردة في اهتمام الناس بمراسم عزاء الامام الحسين (عليه السلام)، فاجتماع ستة ملايين زائر في كربلاء خلال مراسم عاشوراء في هذا العام [أمر يدل على هذا].
وأردف آية الله مكارم الشيرازي قائلا: على الأعداء أن ينتظروا عدة أسابيع فقط ليروا ملحمة زيارة الأربعين، كي يفهموا القضية وأبعادها.. فجميع البقاع تشهد إقامة هذه المراسم، وإنّ الحضور في مراسم كل عام يزداد كمًّا وعظمة على العام السابق.. وقد شهدنا في هذا العام إقامة مراسم "الرضيع الحسيني" في 42 دولة، كما أقيمت في بعض المدن الأجنبية كالعاصمة البريطانية لندن مواكب عزاء حاشدة.
وقال سماحته: إن أعداء الإسلام والتشيع يشنون هجومًا جنونيًا على مراسم العزاء ويقتلون العزّل الأبرياء، مشددًا على أن هذه المحاولات تأتي بنتائج عكسية، ومن هنا نشكر جميع الموالين الذين أقاموا مراسم العزاء بنظم وعظمة مثالية.
وفي جانب آخر من حديثه، أدان المرجع الديني مكارم الشيرازي الهجوم الوحشي الأخير لآل السعود على اليمن وقال: إنهم ارتكبوا مجزرة راح ضحيتها 700 شخص بين شهيد وجريح، وإنّ هذه الجريمة وقعت أمام مرأى المنظمات الدولية، والغريب أنّ معظمها التزم الصمت، أما من أدانها فقد اكتفى بالتصريحات فقط ثم تجاهل الجريمة.
وتابع سماحته: إنّ هكذا هجمات تتأتي من شعور آل سعود بالجنون، وإنّ الجنون شعبة من شعب اليأس، ولذلك إنهم بلغوا نهاية المطاف وليس لهم أمل في المستقبل.. فمن جملة ما يصاب به المحبط هو أنه يتعرض للجنون ويقدم على ارتكاب الجرائم والجنايات.
وأردف المرجع الديني مكارم الشيرازي قائلا: إنّ الشعب اليماني عازم أكثر مما مضى على تأليف حكومته والتصدي للغزاة.. فلو افترضنا أنّ آل سعود تمكّنوا من احتلال اليمن، وألّفوا حكومة، فهل باستطاعتهم فرض حكومة على شعب أثخنوا في قتله وتدمير بناه التحتية.. إنّ هذا التفكير بمثابة تصور جنوني.. إذن لماذا يستمرون في عدوانهم وجرائمهم ضد الشعب اليماني الأعزل؟!
وشدد آية الله مكارم الشيرازي على أنّ استمرار آل سعود في ارتكاب هذه الجرائم لا يأتي إلا باليأس والاحباط، معربًا عن أمله بتحقيق مستقبل واعد للشعب اليماني والبحراني والسوري والعراقي في ظل دحر الجماعات التكفيرية من بلدانهم في المستبقل القريب العاجل إن شاء الله.
هذا واختتم سماحته في كلمته بالقول: إنّ دعم الجماعات التكفيرية والأنظمة الجائرة سوف يأتي بالعار والخزي لحماة الإرهاب العالمي لا سيما أميركا وبريطانيا، ونسأل الله - تعالى - أن يكفي العالم الإسلامي بل العالم أجمع شرّ هؤلاء الأشرار.