أشار المرجع الديني آية الله العظمى مكارم الشيرازي في بداية درسه لخارج الفقه في مسجد الأعظم بمدينة قم، إلى "أن الحجاج الإيرانيين حرموا من أداء مناسك الحج في هذا العام بسبب العراقيل التي وضعتها الدولة السعودية، مشدداً على ضرورة عدم تصدي السعوديين لوحدهم لإدارة شؤون الحرمين الشريفين".
وتطرق سماحته إلى بيان الأدلة التي تستوجب عدم السماح للسعوديين بالتفرد في إدارة شؤون الحج، وقال: "الدليل الأول هو أن ادارة شؤون الحرمين الشريفين حقّ لكلّ المسلمين، وعلى علماء الإسلام الاجتماع لتشكيل لجنة ملمّة بمسائل الحج، لتتولى إدارة كافة الشؤون المتعلقة بالحج والعمرة والحرمين الشريفين".
وشدد المرجع الديني مكارم الشيرازي على "ان صريح القرآن أشار إلى أن جميع المسلمين سواء في بيت الله، وان المنطق القرآني يقضي بإدارة شؤون الحج من قبل جميع المسلمين، سواءً من كان يقطن في تلك البقعة أو أتى من مناطق أو بلدان أخرى".
ونوّه سماحته إلى الدليل الثاني في هذا الإطار، "ان الأحداث الحزينة والدامية والتجارب السابقة أثبتت أن السعودية غير قادرة لوحدها لإدارة شؤون الحرمين الشريفين وكلّ ما يتعلق بمناسك الحج، فالجميع يتذكر الفواجع التي ألمّت بالحجاج في العام المنصرم.. لماذا علينا أن نقدم هذا العدد الكبير من القتلى في المسجد الحرام ومنى؟ موضحاً أن عدد زوار أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) يبلغ أضعاف المشاركين في الحج ومع هذا لا يحدث للزوار أي مكروه - ولله الحمد – نتيجة الإدارة الجيدة".
وندد المرجع الديني آية الله العظمى مكارم الشيرازي بتسييس الحج من قبل السعوديين، مؤكداً على أن "منع الحجاج الإيرانيين من أداء مناسك الحج في هذا العام لم يكن إلا بدوافع سياسية، فهم يتلقون الهزائم في العراق واليمن وسوريا ويريدون التعويض عنها في الحج، حيث يضعون شروطاً لا يمكن لنا القبول بها".
وخاطب سماحته السلطات السعودية قائلاً: "هل الحرمين الشريفين وبيت الله الحرام ومكة والمدينة ملك شخصي لكم حتى تتصرفون بهذه الطريقة؟ لا شك أن هذه الأماكن المقدسة هي لجميع المسلمين على حدّ سواء".
وكشف المرجع الديني مكارم الشيرازي عن إعداد دراسة تتعلق بكيفية إدارة شؤون الحرمين الشريفين، مشيراً إلى قرب اكمال تفاصيل النظام التأسيسي بهذا الصدد، وارساله إلى علماء ومفكري العالم الإسلامي؛ لإنهاء هذا الوضع المتردي إن شاء الله.
وفي الختام تضرع سماحته إلى الله تعالى لحلّ المشاكل التي تواجه العالم الإسلامي، معرباً عن أمله باستئصال جذور كل من تسوّل له نفسه أن يتلاعب بالمقدسات الإسلامية بدواعي سياسية.