الله الرحمن الرحيم
إنّ حكّام البحرين وبمساعدة نظام آل سعود - الذي كسرت شوكته بعد أن مني بهزائم نكراء في سوريا والعراق واليمن – أقدموا على قرارات وتصرفات خطيرة وغريبة، ومنها: هدم العشرات من المساجد والحسينيات، والزجّ بعدد كبير من رموز الشعب البحريني ومواطنيه العزل الشيعة في السجون، ومنع اقامة صلوات الجماعة، والعديد من الممارسات التضيقية الأخرى، كان آخرها، سحب الجنسية عن العالم البحريني الكبير الشيخ عيسى قاسم، الأمر الذي قد يكون بداية لنهاية الحكم الخليفي.
فإسقاط الجنسية هو إجراء يتعارض مع المعايير الإنسانية، بل هو عمل شيطاني، فمن استوطن هو وأجداده في أحد البلدان، له حق لا يمكن لأحد تجريده منه، وإن جاز تجريد شخص عن جنسيته، فآل خليفة هم الأولى بذلك؛ لأن أجدادهم هاجروا من الحجاز ومدينة النجد إلى البحرين، في حين أن سماحة الشيخ عيسى قاسم وأجداده جميعهم بحرينيون أصلاء.
هذا في الوقت الذي أعرب فيه المواطنون الشيعة في البحرين – حتى الآن – في مسيراتهم السلمية أنهم لا يكنون أي عداء لإخوانهم السنة وسوف يتعايشون معهم بأمن وأمان فيما لو نالوا حقوقهم المشروعة، إلا أن النظام الحاكم الذي تقوده سلطة تفتقر إلى العقل والحكمة المطلوبة قد أقحم نفسه في دوامة خطيرة تتفاقم يوماً بعد يوم.
ولذلك ليعلم آل خليفة أن مراجع الدين الشيعة لن يطيقوا هكذا تصرفات مسيئة، وسيتصدون لها بالسبل المناسبة.