بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ انتهاكات النظام السعودي في الحج غير خافية على أحد، واننا نسعى كأي مسلم حرّ الى أداء مناسك الحج بعزة واحترام وأمن كامل، إلا أن المؤشرات تدلّ على أن الحكومة السعودية تسعى للحط من كرامة الحجاج الإيرانيين نتيجة اختلافها مع الجمهورية الاسلامية، بينما ارتكبت الحكومة السعودية خطأ كبيراً عندما أقحمت القضايا السياسية بمناسك الحج، ومن البديهي ان حكومتنا تبحث عن أداء الحجاج الإيرانيين لمناسك الحج في أجواء تحفظ كرامتهم وأمنهم.
ولذلك فمن الضروري حلّ كل القضايا المتعلقة بالحرمين الشريفين بشكل كامل، وان هذا الامر لن يتحقق الا بعد أن تقوم منظمة التعاون الاسلامي بتعيين نخبة من أعلم المطلعين على قضايا الحج للاشراف على الحرمين الشريفين ويمكن للسعودية أن تكون أحد أعضاء هذه اللجنة.
لقد أثبتت التجربة ان السعوديين غير قادرين على ادارة هذه الفريضة العظيمة بمفردهم، والأحداث الأليمة التي وقعت في العام الماضي في المسجد الحرام وكذلك في منى خير شاهد على ذلك.
وتأسيساً على ما تقدم، أخطط في الوقت الراهن لمشروع سأقدمه بعد الانتهاء منه إلى علماء الأزهر وسائر أكابر علماء العالم الإسلامي، ثم سأدعوهم للحضور في مؤتمر بغية استكمال تفاصيل المشروع وايجاد سبل تنفيذه، وممارسة الضغط على الحكومة السعودية للموافقة عليه.
ولا شك في ان هذا المشروع يخدم السعودية أيضاً ولا يتعارض بتاتا مع سيادتها، فالقرآن الكريم قال بصريح القول ان جميع المسلمين قريبين كانوا أو بعيدين هم سواء في المسجد الحرام(سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ).
وأنا على يقين بأن هذا المشروع سيأخذ طريقه الى التنفيذ يوماً ما، وأتمنى أن يكون ذلك اليوم قريباً؛ لأن الوضع القائم واعتقاد السعوديين بأنهم المالكين الأصليين للحرمين الشريفين ليس مقبولاً لدى الجميع. إننا ندعوا مفكري العالم الإسلامي أيضاً إلى تقديم اقتراحاتهم وآرائهم بصدد استكمال وضع تفاصيل هذا المشروع.
والسلام على من اتبع الهدى
ناصر مکارم