هنأ آية الله العظمى مكارم شيرازي خلال درس بحث الخارج في الفقه، المنعقد في المسجد الاعظم بمحافظة قم المسلمين بحلول 13 من شهر رجب وذكرى مولد مولى المتقين الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)، واصفاً الخلافات الراهنة بين الساسة والشعب العراقي بالمؤلمة، وأضاف: إن الانقسامات الحاصلة بين السياسيين من جهة، وبين السياسيين والشعب من جهة أخرى تبعث على القلق.
وخاطب سماحته الشعب والسياسيين العراقيين: إن في ظل احتلال داعش لمساحات كبيرة من التراب العراقي، وما يقوم به من جرائم وفساد ودمار، لماذا أنتم مختلفون إلى هذا الحدّ، مع ان التغافل عن داعش قد يهدد أمن العاصمة بغداد.
وشدد آية الله العظمى مكارم الشيرازي على ان استمرار هذه الخلافات في ظل الظروف الحساسة الحالية غير مبرر أبداً، وان جميع الأطراف تتحمل مسؤوليته، مبيناً ضرورة تعزيز اللحمة الوطنية ودحر العدو المحتل من بلادهم.
وتسائل سماحته عن أسباب هذه الانقسامات قائلاً: هل الاطراف السياسية تبحث ـ لا سمح الله ـ عن مصالحها ومنافعها الدنيوية أم أن المشكلة تكمن في مكان آخر؟ ربما يقول البعض إن هذه شؤون عراقية داخلية، وعلينا أن لا نتدخل فيها، لكننا نقول: إن نطاق المرجعية الدينية يتجاوز الحدود الجغرافية، وكيان المرجعية هو ملك للجميع، ونحن نتمنى الخير للشعب العراقي والعالم الإسلامي على حد سواء.
واكد المرجع الديني مكارم الشيرازي انه في حال تفاقم الخلافات بين الساسة العراقيين ربما سيتسني لعصابة داعش والمجاميع التكفيرية ان تبسط سطوتها على كافة الاراضي العراقية حيث سترتكب اضعاف الجرائم التي اقترفها "صدام" بحق الشعب العراقي، داعياً جميع الأطراف المؤثرة في الساحة السياسية العراقية الى الوحدة واليقظة وتفويت الفرصة على الأعداء.
وأشار سماحته إلى تدخل بعض الاطراف الاجنبية كالسعودية والولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني في الازمة العراقية، بغية بث الهرج والمرج في هذا البلد الإسلامي، وتضعيف كيانه السياسي، بما يوفر الأرضية المناسبة لتمدد داعش وسيطرتها على مقدرات العراق، وهذا أظهر من الشمس.