أشار سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي في بداية درس خارج الفقه في مسجد أعظم بمدينة قم إلى أن الأعداء تكاتفوا واتحدوا ضدنا، وقال: في مثل هذه الظروف ينبغي علينا أن نتكاتف أيضاً، وأن نغض النظر عن الأخطاء إن وجدت. أتمتع عندما أسمع أن البعض يتجاوز عن حقه في لحظة القصاص.
وأضاف سماحته: إن اشاعة روح التضحية في المجتمع سيؤدي إلى معالجة الكثير من المشاكل وانحسار الدعاوى المرفوعة أمام المحاكم بنسبة كبيرة، متمنياً أن يتمتع الناس بحياة هانئة عبر الاستلهام من كلمات الأئمة المعصومين(عليهم السلام).
واستنكر سماحة المرجع الديني الأحكام المرعبة التي صدرت من حكام مصر وقال: في أحكام غير مسبوقة ومثيرة للعجب، أصدر حكام مصر أحكاماً تقضي بإعدام ما يزيد عن سبعمائة شخص والسجن المؤبد لخمسمائة آخرين! لا أعلم إن كان هؤلاء يجهلون بحجم هذه الأرقام أو يعتبرون الناس أغناماً؟!
وقال آية الله العظمى مكارم الشيرازي: لسنا راضين عن حركة الاخوان المسلمين لأنهم متعصبون ويسيرون في فلك السلفيين المتطرفين والراديكاليين، فأسائوا إلى أنفسهم ودفعوا بمصر إلى المأزق؛ لكن هذا لا يعني أن نسكت على مثل هذه الأحكام.
وأضاف: إن مصر مهد الحضارة، وتعتبر من الدول الرائدة في العالم الإسلامي، ولكن في مثل هذا البلد تصدر أحكاماً مرعبة وغير مسبوقة.
واعتبر سماحته صمت المنظمات الدولية ودعاة حقوق الإنسان على الأحكام الصادرة دليل على كذبهم، حيث أدان هذا الموضوع، وقال: اذا كانت هذه الأحكام قد صدرت في بلدنا لأثار العالم ضجة كبيرة؛ عندما ننفذ أحكاماً بالإعدام على أربعة من مهربي الأفيون الخطرين فإن وسائل الإعلام الغربية والأجنبية تقيم الدنيا، ولكن في الجانب الآخر نجد ان جميع المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان تصمت تجاه هكذا أحكام فظيعة؛ يا ترى لماذا؟ إنهم يتجاهلون هذه الأحكام لأنهم راضون عن الحكومة الحالية.
وانتقد آية الله العظمى مكارم الشيرازي موقف علماء الأزهر، متسائلاً عن سبب صمتهم تجاه هذه الأحكام التي لا سابق لها في العالم الإسلامي، وقال: لا يعترض الآخرون علينا ويقولون أنكم تتدخلون في شؤوننا الداخلية، وذلك لأن المراجع والعلماء لا تحدهم الحدود ومن حقهم أن يصرحوا ويقيموا المسائل التي تحدث في العالم الإسلامي.
وأضاف سماحته: يرد اشكال آخر على مثل هذه الأحكام ألا وهو أن هذه الأحكام المروعة توطّد الطريق أمام الكيان الصهيوني الغاصب حيث أن مثل هذه الأحكام ستعطي الذرريعة لهذا الكيان لإصدار أحكام مماثلة بحق أعداد كبيرة من الفلسطينيين.
وأكد آية الله العظمى مكارم الشيرازي على أن مثل هذه الأحكام تمثل وصمة عار في جبين العالم الإسلامي، وقال: للأسف فإن وسائل الإعلام الإيرانية لم تسلط الضوء على هذه الأحكام ولم تنتقد الفاعلين.
وقال سماحته في نهاية كلمته: نحن نريد أن نرى مصر كما في السابق دولة رائدة بين الدول الإسلامية، ويسطع نجم الأزهر أمام السلفيين الجهلة ويتصدى لمثل هذه الأحكام بشجاعة، ويتغلب المسلمون على مثل هذه المشاكل بصحوتهم الحقيقية.