أشار سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظلّه) في درس خارج الفقه في مسجد أعظم بمدينة قم إلى جملة من الأحداث التي تشغل الساحة حيث قال: مازال البعض على ما يبدو يجهل حقيقة أمريكا والغرب، وهو متيم بهما، في حين لو تمعّن في أفعال هذه الدول لغيّر موقفه منها.
وأكد سماحته على إن العالم الغربي يستمد حياته من زعزعة الاستقرار في الدول الأخرى؛ لأنه السبيل إلى ابرام صفقات السلاح ونهب ثروات الشعوب، وأضاف: إن العالم الغربي يزعزع الاستقرار في منطقتنا وأشعل الحروب والنزاعات في بلدان كسوريا ومصر والعراق والباكستان والبحرين واليمن، حتى وصل بهم المشوار إلى أوكرانيا في الوقت الراهن، وقد يؤدي هذا النزاع الأخير إلى اندلاع حرب عالمية.
وقال سماحة المرجع: إن هذه الدول لا تكتفي من إثارة النزاعات حيث تزعزع في الوقت الراهن الأمن في أمريكا الجنوبية والقارة الافريقية كذلك، الأمر الذي يسفر عن مقتل وتهجّير المسلمون الأبرياء على يد المسيحيين المتطرفين بمرأى من الضباط والجنود الغربيين والفرنسيين، إنهم يتفرجون على هذه المجازر من دون أن يحركوا ساكناً.
وأضاف آية الله العظمى مكارم الشيرازي: عندما ننفذ حكم الإعدام بمهرب مخدرات فإن الكونغرس والمسؤولين الأمريكيين يقيمون الدنيا ويزعمون إن ايران لا تحترم حقوق الإنسان، ولكن هؤلاء أنفسهم يعطون الضوء الأخضر لارتكاب جميع المجازر التي أشرنا إليها.
وأعرب سماحته عن أسفه لأن البعض مع وجود هذا السجل والتاريخ الأسود لا يزال يجهل حقيقة هؤلاء؛ أينما كان الاستقرار مزعزعاً وجد الغربيون لا سيما الأمريكيين.
وانتقد سماحة المرجع في جانب آخر من كلمته عملية ترويج الخرافات من خلال بعض الإصدارات، وأضاف: انتشرت في الآونة الأخيرة مجموعة من الكتب التي لا تلبي إلا طموحات الناشرين ومآربهم المادية، وعلى القرّاء أن يأخذوا الحيطة والحذر لأنّ الكثير منها يعجّ بالخرافات. فقد جاء في احدى هذه الكتب أن من يصوم سبعة أيام ويكرر آية من آيات القرآن ويقرأ أذكار معينة يدخل عليه في اليوم السابع رجل من الباب وبيده كيس فيه 15 ديناراً من الذهب يعطيها إليه حيث لا تنضب الدنانير مهما صرف منها.
وأكد آية الله العظمى مكارم الشيرازي على ضرورة اليقظة والحذر في التعامل مع هذا النوع من الخرافات، وقال: ينبغي توعية الناس ودعوتهم إلى مراجعة مفاتيح الجنان وكتاب الأدعية والزيارات التي أعدّه مكتبنا، وكتاب زاد المعاد للمرحوم العلامة المجلسي والكتب المعتبرة الأخرى المعنية بالدعاء والتوسل، والابتعاد عن الكتب التي تعجّ بالخرافات.
وأشار سماحته في ختام كلمته الى ضرورة التصدي الى الخرافات، داعياً في الوقت نفسه إلى استئصال الكتب المشبوهة وحجبها عن الطبع؛ لأن وجودها يؤدي الى تشويه صورة الدين والمذهب في أعين الناس.