بعد أن أعرب عن شکره لجهودهم الکبیرة والقیّمة والباعثة على الفخر, قال سماحة آیة الله العظمى الشیخ مکارم الشیرازی دام ظله فی لقائه بجمع من أعضاء منظمة الطاقة الذریة: إنّ العلم هو من الأرکان الأساسیة للإسلام, وکان أول ما نزل به الوحی من الآیات القرآنیة على قلب النبی الکریم صلى الله علیه وآله, آیات حول العلم وأهمیته.
وأضاف سماحته: إنّ الإسلام لم یدعو إلى الاهتمام بعلوم القرآن والعلوم الإسلامیة فحسب, بل انه یحثّ على احترام وتعلّم کل العلوم التی تخدم البشریة وتکون مفیدة ونافعة لها وتعمل على تطوّر المجتمعات الإنسانیة, فقد صرّحت الروایات الشریفة وأکّدت بطلب العلم وإن کان فی البلاد البعیدة أو فی قاع البحار.
وأردف سماحته: ولهذا نرى أن کبار العلماء الذین برعوا فی علوم مختلفة, کابن سینا, وزکریا الرازی, والشیخ البهائی, والشیخ نصیر الدین الطوسی, کلهم تربّوا ونشأوا فی أحضان الثقافة الإسلامیة, وتخرّجوا من الحوزات الدینیة العلمیة.
وقال سماحة آیة الله العظمى الشیخ مکارم الشیرازی: إن الغربیون, وبشهادة التاریخ, قد أخذوا وتعلّموا الکثیر من العلوم من الشرق الإسلامی, فتراهم الیوم یبخلون بنشر العلوم, بل لا یسمحون لغیرهم أن یبدعوا ویبتکروا فی المجالات العلمیة, وکنموذج على ذلک تجدهم الیوم یسعون وبقوّة إلى منع بلادنا من الحصول على الطاقة الذریّة, وجعلها فقیرة إلى ذلک.
وشدّد سماحته بقوله: إنّ الغربیون قد استأثروا بالعلوم المتطوّرة واحتکروها لهم فقط, فیجب علینا أن نحطّم طوق هذا الإستئثار والاحتکار, وعلى شبابنا أن یظهروا کفاءاتهم لإفشال مساعی الغرب اللئیمة.
وأکّد سماحته: أیها الأعزّاء! إن مساعیکم العلمیة فی طریق الحصول على الطاقة الذریة للمجالات السلمیة, فی الواقع هی عبادة. فالأعداء یعرفون جیّداً بأننا لسنا بصدد الحصول على أسلحة الدمار الشامل. إنهم یحاولون أن یحرموننا من الإیجابیات الکثیرة المستفادة من الطاقة الذریة السلمیة فی مجالات الطب والصناعة والزراعة, وباقی مجالات الحیاة, ولکنهم سوف لا یوفّقون لذلک بعون الله تعالى, کما فشلوا من قبل وخابوا.