إن السلطات السعودیة لم تکتفی بمنع الشیعة من ممارسة فعالیاتهم الدینیة کبناء المساجد أو الحسینیات، بل أصدرت مؤخراً أمراً بمهاجمة مزرعة ومبنى فی المدینة المنوّرة یقیم فیه أتباع أهل البیت الصلاة، ویحضره الکثیر من الحجّاج والزوّار الإیرانیین، وهو تابع للعلاّمة العَمری أحد کبار العلماء بالمدینة، ویدیره حالیاً نجله فضیلة الشیخ کاظم العمری، حیث اعتقلته قوات الأمن السعودی، ولا یزال رهین الاعتقال.
وخاطب سماحته السلطات السعودیة بقوله: أدعوکم إلى التعلّم من أسلوب تعامل إیران مع مواطنیها من أتباع السنة حیث ان لدیهم نواباً فی مجلس الشورى الإسلامی (البرلمان) ویمارسون طقوسهم وشعائرهم بحسب مذاهبهم، ولا أحد یتعرّض لهم.
وبیّن سماحته بأن الشیعة فی السعودیة یطلقون صرخاتهم احتجاجاً على ممارسات حکومتهم، وتساءل: لماذا تقوم السلطات السعودیة بهذه الممارسات مع مواطنیها ألیسوا هم من أهل ذلک البلد ویعیشون فیه منذ سنین طویلة؟ ألا یملکون الحق فی ممارسات شعائرهم وفق مذهبهم؟ ان إیران تعیش فیها أقلیة سنیة ولکن هل تتصرف مع مواطنیها بهذا الأسلوب؟
وانتقد سماحته بشدّة تعامل أمیرکا المزدوج مع مسألة حقوق الإنسان وقال: حقیقة إن أسلوب تعامل الحکومة الأمیرکیة والکونجرس الأمیرکی باعث للتعجب! فهم یصرخون إذا تم اعتقال أحد أفراد الفرقة البهائیة الضالة فی إیران ویعقدون جلسة خاصة لذلک، لکنهم یسکتون ویغضون الطرف عن کل المصائب والمحن التی یتعرّض لها أتباع أهل البیت من قبل السلطات السعودیة، فهل هذا النوع من التعامل یعدّ دفاعاً عن حقوق الإنسان؟
وأکّد سماحته: نأمل إن شاء الله تعالى أن ترجع السلطات السعودیة إلى رشدها وأن تطلق صراح رجل الدین الفاضل الشیخ کاظم العمری فی هذا الشهر المبارک، وأن تقوم برفع التضییق على أتباع أهل البیت وتدعهم وشأنهم فی ممارسة شعائرهم وعبادتهم فی المکان والمبنى المذکور.
