أشار سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی فی الصحن الرضوی الجامع بمدینة مشهد بعد إقامة صلاة الجماعة إلى قرب حلول شهر رمضان المبارک، وأضاف: "شهر رمضان المبارک هو شهر إحیاء القیم الإسلامیة.. شهر المحبة والأخوة.. شهر نبذ الأحقاد.. شهر الصلح والصفاء ووحدة المسلمین".
وتابع سماحته: ینبغی الاستفادة من الشهر الکریم لنبذ الحساسیات ونملئ القلوب بالمحبة ونحل الاختلافات السیاسیة التی قد تؤدی إلى أضرار فادحة للبلد والنظام والشعب عبر الحوار حیث قال کبار عالم السیاسیة: لیس هناک من حرب أو نزاع إلا ویمکن حلها من خلال الحوار والمفاوضات.
ودعا المرجع الدینی الکبیر جمیع الأحزاب السیاسیة فی البلد إلى اغتنام فرصة الشهر الکریم والجلوس إلى طاولة الحوار فی ظلال العنایة الإلهیة الخاصة فی شهر الهدایة والرحمة والکرامة ویفشلوا مخططات الأعداء المتربصین الذین یفرحون لاختلافنا دوماً.
وأشار آیة الله مکارم الشیرازی إلى مجموعة من المشاکل "الاقتصادیة" و"الثقافیة" التی یعانی منها الشعب، وأضاف: إن الاهتمام المستمر بالمشاکل السیاسیة یحول دون حل المشاکل الاقتصادیة والثقافیة ویضیع علینا فرصة حل المشاکل ویعرضنا جمیعاً للخسارة.
وعرّج سماحته فی جانب آخر من حدیثه على مسألة زیارة بیت الله الحرام، وأداء مناسک العمرة، واهانة المعتمرین على ید الوهابیین المتعصبین والمتطرفین، وقال: یتفاوض رجالنا السیاسیون فی الوقت الحاضر مع الحکومة السعودیة لإتمام الحجة علیهم وفی حال أصر الوهابیون على مخالفاتهم وتحمیل أفکارهم القبیحة فمن الضروری أن نحرم أداء العمرة حیث هی من العبادات المستحبة. ونحیط بعد ذلک الدول الإسلامیة بأن هذه الزمرة لیست مؤهلة لإدارة شؤون الحرمین الشریفین المتعلقین بجمیع المسلمین ویجب اختیار ممثلین للدول الإسلامیة من قبل منظمة المؤتمر الإسلامی للإشراف على شؤون الحرمین الشریفین الثقافیة والضغط على الحکومة السعودیة للقبول بهذا الخیار.
ودعى المرجع الدینی الکبیر فی ختام کلمته من الله سبحانه وتعالى أن یعزز أواصر الوحدة والأخوة بین المسلمین فی ظل هدی القرآن الکریم والشهر الکریم، ویضعوا حداً للخلافات التی تصدع مسیرة الأمة.