قال سماحة آیة الله العظمى مکارم الشیرازی فی درس بحث خارج الفقه الذی حضره أکثر من ألف شخص من الفضلاء والطلبة: نعلم إن الحج وزیارة بیت الله الحرام من دعائم الإسلام، وزیارة قبور الأئمة الأطهار (علیهم السلام) من أرکان الإیمان، وینبغی أن تحظى هذه النسک بأولویة قصوى فی سلم النشاطات المذهبیة فی الحکومة الإسلامیة، حیث یرقى الإهتمام بهذه المناسک فی بعض الدول الاسلامیة الى مستوى تأسیس وزارة خاصة بهذه النشاطات.
إلا ان فی الآونة الأخیرة وفی حرکة متسرعة وغیر مدروسة، ألحقت منظمة الحج والزیارة بمنظمة المیراث الثقافی والسیاحة، ما أدى إلى أستغراب جمیع المتابعین، وبل وجهت هذه الخطوة إهانة لهذا الواجب الاسلامی المقدس، وذلک بسبب وضع هذا النشاط الاسلامی المهم فی عداد النشاط السیاحی، والصناعات الیدویة، ومن أمثالها.
والأسوء من ذلک هو إن رئیس منظمة السیاحة ـ والجمیع یعرف سجله ـ سارع الى عزل رئیس منظمة الحج والزیارة من دون الأخذ برأی مکتب القائد، أو ممثل ولی الفقیه فی قضیة الحج والزیارات، ونصّب شخصاً آخراً مکانه، الأمر الذی اعتبره ممثل ولی الفقیه فی منظمة الحج غیر قانونی، ولم ولن یقبله أحد.
نحن لا ندری إن فکرة التغییر رشحت عن ذهن أی شخص لأول مرة، وعلى کل الأحوال نحن متأکدون إنه شخص لم یدرک ولم یطلع على حقیقة الحج.
إننی أقترح على أعضاء مجلس الشورى الاسلامی المحترمین، وجمیعهم یدرکون عظمة الحج والزیارات، أن یجدوا حلاً لهذه القضیة فی المستقبل، ویخططون لتأسیس وزارة بإسم الحج والزیارة (والأوقاف)، حیث یرأسها رجل دین کفوء یستشیر قائد الثورة الإسلامیة فی نشاطه وعمله، لتؤخذ بعد ذلک هذه الفریضة الإلهیة مکانتها المناسبة فی الحکومة الاسلامیة، ولا تقارن بعد ذلک بالنشاط السیاحی.
