استفتى عدد من المحبين والمقلدين سماحة المرجع الديني آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله الوارف) بخصوص انتاج فلم يوم العذاب، وفيما يلي نص الاستفتاء والجواب.
بسمه تعالى
سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله الوارف)
السلام عليكم
كما تعلمون فقد بادرت احدى الفضائيات العربية - التي تبث من انجلترا - منذ أشهر إلى جمع ملايين البوندات من شيعة العالم لإنتاج فلم سينمائي تحت عنوان(يوم العذاب). وقد أعلن صاحب هذه الفضائية، الذي له باع طويل في الإساءة إلى مقدسات الأخوة أهل السنة، أن الهدف من انتاج هذا الفلم هو التالي:
الفيلم سيحكي قصة الهجوم الغادر لرموز السقيفة الملعونة على دار الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها) ليصل إلى العالم أجمع والذي سيغير بإذن الله تعالى الواقع التاريخي، وهو من التمهيدات لظهور إمامنا المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لأنه سيسهم بإذن الله في نشر الإسلام الحقيقي المتمثل بالنبي وآله عليهم السلام، وسيسقط الإسلام البكري المزيف المتمثل برموز السقيفة والذي خلّف لنا الزمر الإرهابية مثل "داعش" وغيرها من الفجرة المجرمين، الذين شوهت أفعالهم الإسلام الطاهر النقي الداعي للسلم والأمن والأمان...(مقتبسات من كلمة ياسر الحبيب في قناة فدك).
وانطلاقاً من الجهود الحثيثة التي تبذل للترويج لهذا الفلم وجمع التبرعات لتأمين تكاليفه المالية، نرجو من سماحتكم بيان الحكم الشرعي المتعلق بتقديم أي شكل من أشكال الدعم على صعيد الدعم والترويج ومشاهدة هكذا فلم.
عدد من محبيكم ومقلديكم
14 / 6 / 2016
بسمه تعالى
لا شك في أن من يدعم انتاج ونشر ومشاهدة هذا الفلم قد ارتكب معصية كبيرة، لا سيما في الظروف الراهنة حيث أن إثارة أي اختلاف بين المسلمين سيصبّ في خانة أعداء الإسلام والمتربصين به. كما أنه يترتب على هكذا تصرفات مسيئة مسؤولية شرعية ثقيلة، وباحتمال قوي فإن يد أعداء الإسلام(الذين ينتجون الفلم) فيه مبسوطة، وسيتحمّل كل من أسهم بشكل من الأشكال في دعم هذا الفلم، الدماء التي قد تراق جراء ردود الأفعال الغاضبة المحتملة. يجب عليكم أن تبلّغوا الجميع أن القائمين على إنتاج هكذا برامج تثير الفرقة بين المسلمين، ليسوا منّا، ولا يمتون إلينا بصلة، بل إنهم نفر قليل يستغلون مشاعر طائفة من محبي أهل البيت(عليهم السلام) لا سيما محبي السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء(سلام الله عليها)؛ لتحقيق مآربهم، وإن رسالة هكذا أفلام هي ليست رسالة الإسلام وشيعة أهل البيت(عليهم السلام) اطلاقاً.