و صرح سماحته فی هذا اللقاء: تتطلب الحیاة التی نعیشها الیوم نضالا بکل ما فی الکلمة من معنى، ولا یقتصر هذا النضال على المجال العسکری و الاقتصادی فحسب، بل یشمل المجال الثقافی أکثر من غیره، و قد أثبتت تجاربنا و استقراءاتنا أنّ من له باع أطول فی مجال الاعلام کان أقرب الى التفوق و النجاح.
و فی معرض إشارته الى مقت المجتمع العالمی لاسرائیل قال سماحته: إنّ للصهاینة محبوبیة و مظلومیة متمیرة داخل الولایات المتحدة، لقد طوقوا عقول الناس هناک بدعایاتهم فلا یسمحون بوصول الأمواج الصاخبة لبغض الصهاینة ـ والتی تعم العالم ـ الى مسامعهم.
و وصف سماحته تحدیات العالم الحدیث بالحرب الاعلامیة و أضاف: من یمتلک مصادر قویة فی مجال نقل و توزیع الأخبار فی الحیاة العصریة یفوق غیره حتى فی المجالات الاقتصادیة و العسکریة. إنطلاقاً من ذلک یجب أن نکثف نشاطاتنا، و من المسلم به أنّ العدو لن یقف أمامنا مکتوف الأیدی. لأنّ وجود و کالة أنبیاء مقتدرة یفوق امتلاک السلاح الذری، لکن و للأسف لسنا وحدنا فحسب، بل لو اجتمعت کافة الدول الاسلامیة لما وصلت الى المقدار المطلوب.
و قال سماحته مخاطباً مؤسسة اللوح و القلم للاعلام و الدراسات الثقافیة: لاتنشر أیاً من المراکز الخبریة أخبار الحوزة بصورة جیدة، حتى الصحف القیمة لاتعیر اهتماماً ملحوظاً لعلماء الدین أیضاً، فالحوزة مظلومة من هذا الناحیة. لذا تحتاج الحوزة الى صحف مقتدرة و وکالة أنبیاء قویة، إملأوا هذا الفراغ لو استطعتم و اعکسوا أنباء الحوزة کما هی ولو لدى فئة معینة، تکونوا قد أدیتم واجبکم و أخرجتم الحوزة من ظلامتها.
و طالب سماحته بتعریف المراکز التابعة للحوزة والدروس الحوزویة و قال: یوجد فی الحوزة أکثر من 300 مرکز للأبحاث أغلبها مجهولة، یجب إطلاع الناس و المراکز العلمیة علیها، و یجب طرح لمحة تاریخیة عن الحوزة أیضاً. ولیبین أنّ الحوزة أنجبت أمثال ابن سینا و نصیر الدین الطوسی و الشیخ البهائی. کان منشأ العلوم من الحوزة و لم نقتات على مائدة العلوم الغربیة. هناک الکثیر من الأدلة تثبت أنّ علوم المسلمین أنارت سماء الغرب المظلمة.