و قال سماحته بشأن الذکرى السنویة للنهضة الدمویة لسکان مدینة قم فی التاسع عشر من دی عام 1356 هـ. ش: شکل التاسع عشر من دی حرکة جدیدة فی قضیة الثورة. کان أولئک یهدفون الى اختبار الناس، بید أنّ هذه المقالة کانت کالبنزین الذی یسکب على النار المتقدة فیزداد لهبها. لقد انطلقت الشرارة الأولى من قم و الحوزة العلمیة على وجه التحدید، خصوصاً طلاب العلوم الدینیة الشباب الذین ثارث ثائرتهم و رأوا أنّ تجمعهم فی بیوت المراجع والأساتذة یشکل الحل الأمثل.
اعتبر سماحته نفی علماء قم الى سائر المدن من أقبح أخطاء النظام البائد و أضاف: انتهت قضیة نفی العلماء لصالحنا، حیث کان السادة ینفون الى أماکن لم تصلها أمواج الثورة فنقلوها الیها.
و ضمن اشارته الى اوضاع البلد بعد مضی 25 عاماً على انتصار الثورة قال: الحمدلله نتحدث الیوم بکامل قدراتنا. اعلموا أنّ الحکم الذی نطلقه من داخل البلد یتفاوت کلیاً مع من یعیش فی الخارج. فنحن ننظر الى بعض الخلافات و الحرکات التحرشیة للمعارضین و نظن أنّ الثورة أمست ضعیفة، بینما یقول الساکنون خارج ایران: ثمة أبهة و منزلة متمیزة للجمهوریة الاسلامیة فی العالم; یفتخربها الأصدقاء و یهابها الأعداء، و تحاک جمیع هذه المؤامرات خوفاً و رهبة منها.
و قال سماحته کذلک: یجب أن نعمل على عدم تضییع العناء و المشقة التی تکبدها الفدائیون و المعاقون و الشهداء، لم نحصل على هذه الثورة مجاناً کی نفرط بها بسهولة. فلنعرف الأجیال الجدیدة على القیم اکثر من ذی قبل، و نجدّ لازالة النقص و القصور الموجود جزماً. فلندافع عن الثورة بالتضحیة و الصمود لتسلم الى صاحبها الرئیسی الامام صاحب الزمان ـ عج ـ.
و ختاماً أخذ سماحته مؤامرات الأعداء و محاصرة ایران بعین الاعتبار و قال: نحن محاصرون اقتصادیاً فی أغلب الأحیان، کلما وجدنا شریکاً اقتصادیاً حالت أمریکا دون مشارکتنا إیاه. برغم کل هذه الاعتراضات و الافعال المناهضة، عندما نلحظ أحوال ایران نجد أنّها افضل من کثیر من الدول المجاورة بحمدالله، مع أنّنا لایجب أن نکتفی بما هو موجود و لا نخضع لتأثیر الأجواء المفتعلة.