استنكر سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي في بداية درسه لخارج الفقه في المسجد الأعظم بمدينة قم، اعتداء الكيان الصهيوني الغاصب على سوريا، وقال: هذه الغارة كشفت اللثام عن كثير من الأحداث التي تجري خلف الكواليس، وأن المسلحين السوريون الذين يطلقون على أنفسهم تسمية الجيش الحر هم أعوان اسرائيل، حيث صبّ هذا الهجوم في صالحهم وكشف عن تواطئهم مع الكيان الصهيوني.
وأضاف سماحته: الاعتداء الإسرائيلي كشف أن ما يعرف بالجيش السوري
الحر متحالف مع الكيان الاسرائيلي وأن الدول التي تطلق على نفسها تسمية أصدقاء
سوريا هي بالواقع تحمي اسرائيل، وقد كشفت هذه الغارة اللثام عن أمور كثيرة.
وأشار سماحته إلى تواطئ بعض الحكام العرب
المتخلفين والقيادة القطرية والتركية والسعودية مع الكيان الصهيوني مؤكداً: إن هذا
الهجوم السافر يتعارض وجميع الموازين الدولية والقانونية.
وشجب آية الله العظمى مكارم الشيرازي صمت
المنظمات الدولية حيال هذا الاعتداء الفاضح متسائلاً: لماذا أسست المنظمات الدولية
وما هي فلسفتها الوجودية؟ إن الأحداث الجارية تكشف عن غياب القانون في العالم وأن
العالم يعيش في أجواء شريعة الغاب.
وأكد سماحته: ينبغي استيضاح مختلف جوانب هذا الاعتداء
لأنه يزيح الستار عن كثير من الحقائق الخفية في أحداث سوريا الجارية.
وأشار سماحته إلى موقف الجامعة العربية من الغارة
الإسرائيلية مستنكراً عدم ادانتها للاعتداء ومرورها عنه مرور الكرام؛ كما أبدى
استغرابه من الموقف السعودي مؤكداً: إن على السعودية التي استنكرت هذا الاعتداء معربة
عن عدم ارتياحها للاعتداء الاسرائيلي على دولة عربية، أن تتوقف من الآن وصاعداً عن
دعم الارهابيين والمسلحين.
وأضاف سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي:
إن هذه الأحداث كشفت عن أن موقف النظام الإسلامي في ايران تجاه أحداث سوريا صائب
ويحقق الرغبة الإلهية والإنسانية، والآخرون يسيرون في الاتجاه الخطأ، ونسأل الله
تعالى أن يوقظ الغافلين منهم ويستأصل جذور أعداء الصحوة الإسلامية.
وأشار سماحته في جانب آخر من حديثه إلى رواية
أخلاقية عن الإمام الهادي(عليه السلام) حول أهمية الصبر على المصائب والبلايا،
وقال: إن من يضطرب عند مواجهة الصعاب والمصائب، تغيب عنه آفاق الحلول ويزيد من
أعبائه، هذا في الوقت الذي نرى أن الصابرين يجدون الطريق إلى الحلّ بنحو سريع،
وتصدق هذه القاعدة في المسائل الفردية والجماعية على حدّ سواء.
وفي معرض حديثة عن الذكرى السنوية للمرحوم
الكليني أكدّ سماحة قائلاً: كان الكليني من العلماء الشيعة العظام، ويحضى باحترام
أهل السنة كذلك.
وأشار سماحته إلى أن المرحوم الكليني بذل
عشرين عاماً من الجهود لكتابة كتاب الكافي وأضاف: كتب الكليني في مقدمة كتابه أن
البعض راجعه وقال له أن الشيعة تائهون، ومن هنا شعر الكليني بالمسؤولية وجمع ما بلغة
من أهل البيت والكتاب والسنة وألف الكافي.
وأردف آية الله العظمى مكارم الشيرازي قائلاً:
كان الكليني يسعى لسدّ الثغرات ويمتلك رؤية واضحة للمستقبل حيث صرح في مقدمة
الكافي بأنه يأمل في أن يكتب له الثواب نتيجة تمسك الآخرين بالكافي إلى نهاية
الدنيا.
وبيّن سماحته أن البعض يتخيل أن ظهور الإمام
المهدي(عج) يؤدي إلى اهمال مثل هذه الكتب؛ نحن نقول: كلا، ففي عصر الظهور هناك
ارشادات للاصلاح لكن هذا لا يعني أن هذه المصادر والكتب تهمل، وإنما ستبقى معتبرة
ومحل مراجعة.
وأشار سماحة المرجع في ختام حديثه إلى أن
الكليني تحمل الكثير من العناء من أجل أن يؤلف كتاب الكافي، ورغم المؤلفات العديدة
التي ظهرت بعد هذا الكتاب إلا أن الكافي ما زال يحتفظ بمكانته العلمية المرموقة،
دعياً الله تعالى أن يتغمد روح الكليني بواسع رحمته.