إنّ تكديس القواعد العلميّة والقوانين المنطقيّة والمبادئ الفلسفيّة وأيّ معرفةٍ في الدماغ يبقى أمرًا هشّ التأثير، ما دام لا ينسجم والفكر الصحيح، والنظرة الواضحة، والتعرّف على جوانب الحياة الإنسانيّة.
إنّ تكديس القواعد العلميّة والقوانين المنطقيّة والمبادئ الفلسفيّة وأيّ معرفةٍ في الدماغ يبقى أمرًا هشّ التأثير، ما دام لا ينسجم والفكر الصحيح، والنظرة الواضحة، والتعرّف على جوانب الحياة الإنسانيّة.
لقد رأيت شخصاً محترماً أصيب بالسكتة الدماغية حيث توقف بعض جسمه إضافة إلى لسانه عن العمل، فكان أحياناً يجهد نفسه كثيراً من أجل التلفظ بكلمة، فكان يتمتم ويتلعثم كالأطفال ثم يكف بغتة عن الكلام - إلّا أنّ العجيب أنّه كان يقرأ سورة الفاتحة والسورة الأخرى في الصلاة بكل طلاقة وفصاحة! فإن قلنا لعل ذلك بسبب كثرة تكراره لهذه الكلمات، فالواقع كانت هنالك عدّة كلمات أخرى يكررها في حياته أكثر من تكراره لسورة الفاتحة والسورة الأخرى، وإن قلنا رغبته الشديدة قد أثرت على جهاز النطق المشلول فجعلته ينطق، فإن ذلك خصوصية أخرى من الخصائص العجيبة لهذا الجهاز الذي يعمل حين الشلل، وهو مشلول في ذات الوقت.
كانت مشاهدة ذلك العقل الالكتروني تمثل بالنسبة لي درساً عظيماً في التوحيد، الدرس الذي لم أسمعه قبل ذلك أبداً، حيث فتحت لي هذه المشاهدة نافذة على عالم ماوراء الطبيعة، كما بعثت شعاعاً جديداً من الإيمان في قلبي.